إن أمثل ما تداويتم به الحجامة
الحجامة علاج عرفته كثير من الشعوب القديمة وأقدم الوثائق وجدت منذ 1500 ق.م عند الفراعنة تمثلت في نقوش تظهر أدوات استخدموها للحجامة (1). وإن ما كتبه أبقراط(400ق.م ) هو أقدم النصوص المكتوبة حيث كان وأتباعه يطبقون الحجامة لمعالجة المرضى، وكان يشترط في المحاجم أن تكون صغيرة القطر، مخروطية وخفيفة الوزن وخاصة عندما يكون المرض المعالج متركزاً في الأعماق .
وتؤكد بروس بينتلي(1) أن أبقراط عرف الحجامة بشكليها الجافة والرطبة . وبقيت معروفة في كل أوربا وطبقها العالم اليوناني غالن (150ق.م) وأمبروس بار(1590م). ثم تطورت عبر الزمن واستخدمت لسحب السموم من لسعات الحيات وغيرها من الإصابات الجلدية باستخدامهم لقرون الحيوانات المجوفة بعد تفريغها من الهواء بمصه عن طريق الفم ثم تطورت باستخدام كؤوس من خشب الخيرزان (3)كؤوس الحجامة
ومع تطور الكؤوس تطورت تطبيقاتها السريرية التي هيات الحجامة لتكون آلية ممتازة لحفظ الصحة. ويبدو أن الصينيين هم الذين وسعوا الانتفاع بها وترى أنيتا شانون أن أول تقرير طبي علمي كتب عام 28 م فيه مقولة صينية ترى أن المعالجة بوخز الإبر مع الحجامة تشفيان أكثر من نصف أمراض البشر، وتوضح معطيات الطب الصيني أن الحجامة تبدد الركودة الدموية، والتي بسببها تعمل مؤثرات خارجية تدخل العضوية في حالات مرضية مختلفة . ثم تحدث دانغ ديسانت عن أهمية الحجامة باستعمال محاجم مسخنة بحرق قطعة من الصوف فيها تصنع من الخشب أو الخزف ويصفها لمعالجة الصداع والدوار، وأوجاع المفاصل(4) .وطبقها الفراعنة لمعالجة الحمى والآلام والدوار وضعف الشهية
وأثبتت المصادر معرفة العرب في جاهليتهم للحجامة (5) لقد أقر النبي هذه الطريقة العلاجية، واستخدمها للوقاية والعلاج من العديد من الأمراض . ومنذ مطلع القرن التاسع عشر (3)ظهرت بحوث تفيد تطبيق الأطباء الأوربيين والأمريكيين للحجامة. وأثمرالتعاون بين الأطباء السوفيت والصينين عن نتائج طيبة في التطبيقات السريرية لها وأصبحت من المعالجات الأساسية هناك حيث تجدها مطبقة في معظم مشافي الصين.
وفي أواخر القرن العشرين (6)دخلت تطورات مهمة على تقنية الحجامة إذ ظهرت نوعيات من الكؤوس مجهزة بمضخات يدوية عوضاً عن استعمال النار لتفريغ الهواء حيث يوجد لها مدك وصمام يتم غلقه أثناء سحب المدكّ ثم يعاد فتحه بعد الانتهاء من الحجامة فيتسلل الهواء إلى داخل الكأس ويمكن بذلك رفعه بسهولة ثم ظهرت محاجم مزودة بمضخات كهربائية لتفريغ الهواء .
وفي تحقيقه لكتاب ” الطب من الكتاب والسنة (7) ” كتب د. عبد المعطي قلعجي أنه حتى عام 1960 لم تكن تصدر مجلة طبية أو كتاب في علم وظائف الأعضاء أو العلاج إلا وللحجامة فيه ذكر . و ذكر أن بعض الشركات الطبية أنتجت حقيبة خاصة لأدوات الحجامة. وفي عام 1973 ظهركتاب عن علاج الروماتيزم والتهاب المفاصل لمؤلفه د.فورستر لنغ ف يشير إلى الحجامة كمخفف للآلام الرثوية و في عام 1975 ذكرهاد. زكي سويدان في كتابه “التمريض و الإسعاف” فذكر مواضع الحجامة و أنها وسيلة ناجحة لعلاج بعض أمراض القلب و آلام المفاصل. في عام 1978 ذكر د.عبد العظيم رفعت الأستاذ في جامعة القاهرة الحجامة في كتابه (الجراحة) كطريقة لمعالجة عسر التبول و تطبق الحجامة هنا على الخاصرة.يدل هذا على أن الطب إن أغفل الحجامة في مطلع القرن العشرين إلا أنه عاد و اعتمدها كعلاج نافع يتعاضد معها للوصول إلى الشفاء” .
الحجامة في السنة النبوية المطهرة
روى البخاري عن عبد الله بن عباس (رض )أ ن النبي ص قال؛” الشفاء في ثلاثة شربةعسل وشرطة محجم وكية بنار وأنهى أمتي عن الكي “. وروى الشيخان عن جابر( رض) أن النبي ص قال: إن كان قي شيء من أدويتكم من خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء وما أحب أن أكتوي
-وعن ابن عباس (رض )أن رسول الله ص قال: إن أمثل ماتداويتم اللدود والحجامة والمشي ” رواه الترمذي وحسنه . وعن ابن عباس (رض) قال رسول الله ص: “نعم العبد الحجام يذهب الدم ويجفف الصلب ويجلو عن البصر ” وقال : “إن رسول الله ص حيث عرج به، ما مر على ملأ من الملائكة إلا قالوا:عليك بالحجامة“رواه الترمذي وحسنه.
عن عاصم بن عمر بن قتادة، أن جابر بن عبد الله (رض) عاد المقنع بن سنان فقال: لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله ص يقول :“إن فيه شفاء ” رواه البخاري .البخاري….وعن جابر بن عبد الله رض أن أم سلمة استأذنت رسول الله ص في الحجامة، فأمر النبي ص أبا طيبة أن يحجمها. قال حسبت أنه قال :” كان أخاها من الرضاع، أو غلاماً لم يحتلم ” رواه الإمام مسلم .وعن ابن مسعود (رض) قال:حدث رسول الله ص أنه ليلة أسري به ما مر على ملأ من الملائكة إلا أمروه:أن مر أمتك بالحجامة. أخرجه الترمذي وحسنه. .
وعن انس رض قال: احتجم رسول الله ص حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخفف عنه وقال: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ” رواه البخاري . وعن أبي هريرة رض قال : “أخبرني أبو القاسم أن جبريل أخبره أن الحجم أنفع ما تداوي به الناس” أخرجه البخاري في تاريخه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .
أوقات الحجامة في الهدى النبوي
عن أنس بن مالك (رض) أن النبي ص كان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرون ” أخرجه الترمذي وحسنه . وعن ابن عباس (رض)أن النبي ص قال : “إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين ” أخرجه الترمذي وحسنه …وعن أبي هريرة (رض) أن رسول الله ص قال : “من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء ” أخرجه أبو داود وإسناده حسن.
عن أبي بكرة قال:أخبرتني عمتي كيَسة بنت أبي بكرة أن أباها كان ينهى عن الحجامة يوم الثلاثاء ويزعم عن رسول الله ص أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ” أخرجه أبو داود وإسناده ضعيف لضعف راويه أبي بكرة بكار بن عبد العزيز و لحالة عمته كيسة إذ لا يعرف حالها ( الحافظ ابن حجر في التقريب )
وأما ما يروى عن أبي هريرة يرفعه “ من احتجم يوم الأربعاء أو يومَ السبت فأصابه وضح أو بياض فلا يلومن إلا نفسه ” أخرجه الحاكم والبيهقي وفي سنده سليمان بن أرقم وهو متروك، فهو حديث ضعيف جداً / لا يصح وكذا ما يروى عن عبد الله بن عمر (رض ) أنه سمع رسول الله ص يقول :”فاحتجموا على اسم الله ولا تحتجموا الخميس والجمعة والسبت والأحد، واحتجموا الأثنين، وما كان من جذام ولا برص إلا نزل يوم الأربعاء ” رواه ابن ماجه من طريقين ضعفهما ابن ماجه
قال ابن القيم في الطب النبوي(8):الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره، وإذا استعملت عند الحاجة إليها نفعت أي وقت من أول الشهر وآخره “… ويرى ابن القيم أن ” اختيار هذه الأوقات فيما إذا كان على سبيل الاحتياط و التحرز من الأذى، وأما في مداواة الأمراض فحيثما وجدت الحاجة إليها وجب استعماله.ويقول ابن القيم: وكل الأحاديث التي ذكرت فيها الأيام ضعيفة، ولقد قال الفيروزبادي في سفر السعادة: وباب الحجامة واختيارها في بعض الأيام و كراهتها في بعضها ما ثبت منه شيء، أي في السنة ...،
وأما الندب للحجامة لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين فقد قال ابن حجر: ولكون هذه الأحاديث لم يصح منها شيء فقد قال حنبل بن اسحق أن أحمد ( ابن حنبل) رحمه الله كان يحتجم في أي وقت هاج به الدم وأي ساعة كانت …قال ابن القيم (8) وتستحب الحجامة في وسط الشهر لأن الدم في أول الشهر لم يكن قد هاج وتبيغ وفي آخره يكون قد سكن أما في وسطه فيكون في نهاية التزايد
ويقول الدكتور محمد علي البار (11) : ظهرت أبحاث مفادها أن القمر عندما يكون بدراً يزداد التهيج العصبي والتوتر النفسي إلى درجة بالغة. ويؤكد الدكتور ليبر ( عالم النفس الأمريكي ) أن هناك علاقة قوية بين العدوان البشري والدورة القمرية وخاصة بين مدمني الكحول والميالين إلى الحوادث وذوي النزاعات الإجرامية ثم إنه يشرح نظريته قائلاً:” إن جسم الإنسان مثل سطح الأرض يتكون من 80% من الماء والباقي هو من المواد الصلبة، ومن ثم فهو يعتقد أن قوة الجاذبية القمرية التي تسبب المد والجزر في البحر والمحيطات تسبب هذا المد أيضاُ في أجسامنا عندما يبلغ القمر أوج اكتماله، وهو ما عبر عنه القدماء بتهيج الأخلاط وتبيغ الدم، وكما يحدث المدُ في البحر عند اكتمال البدر يحدث هياج الدم وتبيغه في الجسم عند اكتمال القمر …”
وفي هذا المعنى نقل عن ابن سينا (12) :ويؤمر باستعمال الحجامة، لا في أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت أو هاجت ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت، بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة تابعة في تزايدها لتزايد النور في جرم القمر “.
ويرى الدكتور محمود ناظم النسيمي (13 )أن الحجامة الجافة ليس لها وقت معين لإجرائها وإنما تنفذ لدى وجود استطباب لها، أما الحجامة الدامية ( المبزغة ) فلها أوقات مفضلة إذا استعملت بشكل وقائي، أما في حالات الاستطباب العلاجي فإنها تجرى في أي وقت. فلقد مر معنا أن النبي ص احتجم بعدما سُمَّ واحتجم وهو محرم على ظهر قدمه من وجع كان به، وفي رأسه من شقيقة ألمت به. ولم يرد عنه عليه الصلاة والسلام أنه انتظر في تلك الأحوال يوماً معيناً أو ساعة معينة من اليوم ولذا تحمل أحاديث تفضيل أيام معينة من الشهر لإجراء الحجامة الدامية على إجرائها لأغراض وقائية كما في الدمويين عند اشتداد الحر .
وخلاصة القول في توقيت الحجامة أنه لم يصح عن النبي ص حديث يأمر أو ينهى عن الحجامة في يوم أو وقت معين، إلا ما كان من استحباب لعملها أيام السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين من الشهر القمري حيث بلغت أحاديثها درجة الحسن ( أي دون مرتبة الصحيح )، فالمسلم الذي يرغب في الحجامة لمجرد الوقاية أو تطبيق ما ورد في السنة المطهرة له أن يتحرى هذه الأيام وأما من أراد الحجامة علاجاً لمرض حاضر فليس له أن ينتظر وإنما يجريها زمن الحاجة إليها. وهذا ما اتفق عليه الجمهور من علماء الأمة ،كما يوافق الرأي الطبي السديد.
مواضع الحجامة في الهدى النبوي
عن أنس بن مالك (رض) “ أن رسول الله ص كان يحتجم في الأخدعين والكاهل” أخرجه الترمذي وأبو داود وإسناده صحيح وعن أنس (رض)أن النبي ص كان يحتجم في الأخدعين والكاهل وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين “ أخرجه الترمذي وحسنه .
وعن أبي كبشة الأنماري (رض) أن رسول الله ص كان يحتجم على هامته وبين كتفيه وهو يقول:من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء ” أخرجه أبو داود بإسناد حسن …وعن أنس (رض) :” كان رسول الله ص يحتجم ثلاثاً:واحدة على كاهله واثنتين في الأخدعين ” أخرجه أحمد وأصحاب السنن وإسناده صحيح .
وعن أنس أيضاً “ أنه ص احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به“ رواه البخاري في صحيحه .وعن جابر بن عبد الله (رض )” أن رسول الله ص احتجم على وركه من وثء كان به ” أخرجه أبو داود والنسائي وإسناده حسن، والوثء شبيه بالخلع وليس به.
وعن عبد الله بن بحينة أن رسول الله ص احتجم بلحي جمل عن طريق مكة وهو محرم وسط رأسه ” رواه البخاري، ولحي جمل بقعة معروفة في الحجاز وهي عقبة الجحفة على سبعة أميال من السقيا( ابن حجر في فتح الباري ) . وعن عكرمة عن ابن عباس (رض) “ أن رسول الله ص احتجم في رأسه ” رواه البخاري….عن قتادة عن أنس (رض) أن رسول الله ص احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وثء كان به ” أخرجه النسائي في سننه.
والأخدعان العرقان المكتنفان للعنق في جانبيه والكاهل ما بين الكتفين وهو مقدم الظهر والهامة الرأس وجمعها هام] .
قال ابن القيم:الحجامة على الكاهل تنفع من وجع المنكب والحلق، والحجامة على الأخدعين تنفع من أمراض الرأس وأجزائه كالوجه والأسنان والأذن والعين والأنف والحلق إذا كان حدوث ذلك عن كثرة الدم أو فساده أو عنهما جميعاً …. والحجامة تحت الذقن تنفع في وجع الأسنان والوجه والحلقوم وتنقي الرأس والكتف … والحجامة على ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن وتنفع من قروح الفخذين والساق وانقطاع الطمث والحكة العارضة في الأنثيين والحجامة أسفل الصدر نافعة في دماميل الفخذ وفي النقرس والبواسير والفيل وحكة الظهر …../هـ.
يقول د. النسيمي (13): يسمى الأخدع في المصطلح الطبي الحديث الوريد الوداجي الخارجي الخلفي وهو يصُبُ في الوريد الوداجي الظاهر، وعلى هذا فإن الحجامة في الأخدعين تحتاج إلى دقة متناهية وبأن تكون الشرطة سطحية غير عميقة وتقوم مقامها الحجامة في الكاهل وهذه أبعد عن العروق الكبيرة وأسلم … وقد احتجم النبي ص في الأخدعين والكاهل،…ومن دراستنا للأحاديث النبوية التي نقلت المواضع التي طبقها النبي ص حين احتجامه فهي تتعلق بالمرض المعالج، فهي ليست أموراً تعبدية وإنما هي أمور يتدخل الطب في تحديدها، فهي بدون شك أمر اجتهادي يعلمها الناس بالخبرة .
ويرى الأستاذ د. أحمد لطفي ( 14) أن الحجامة تعمل على خطوط الطاقة التي تستخدما طريقة المعالجة بالإبر الصينية. وأن الحجامة تأتي بنتائج أفضل عشرة أضعاف من الإبر، فهي تعمل على مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال، كما تعمل على الغدد اللمفاوية إذ تقوم على تنشيطها، كما تعمل على الأوعية وعلى الأعصاب أيضاً . ويرى البروفسور أمير محمد صالح (2) أن الأسس التي يتم من خلالها تحديد منطقة الحجامة فهي ثلاثة أسس:
1- التطبيق على مناطق الألم المتصلة مباشرة بالجلد .
2- تنبيه مناطق الوصل العصبية المشتركة مع الجلد في مراكز واحدة مثل تنبيه مناطق معينة من الكتف لمعالجة آفات القلب، وتنبيه أماكن عند أسفل الظهر لمعالجة آفات البروستات ( الموثة ) حيث يكون الجلد مشتركا مع هذه الأعضاء بردود حسية عصبية واحدة .
3-تنبيه مناطق معينة من الجلد يحدث رد فعلها إفرازات في غدد معينة – وهذه الأمور الثلاثة تحتاج من الطبيب المعالج الذي يجرى الحجامة معرفة دقيقة مفصلة لهذه الأمور التشريحية .
الأحكام الفقهية للحجامة
أوردنا عدداً كبيراً مما صح عن رسول الله ص من أحاديث حول الحجامة، تجاوز الثلاثين حديثاً أغلبها عند البخاري ومسلم . فماذا استنبط العلماء من أحكام فقهية حول الحجامة .، ثم هل يجوز للحجام أخذ أجرة ؟ .
في الندوة التي دعت إليها نقابة الأطباء في دمشق(15 ) تحدث الأستاذ د.وهبة الزحيلي حول ما يراه الحكم الشرعي للحجامة فقال : وردت بعض الكتابات التي تشيد بالحجامة، و مع الأسف لم يكن المتحدثون أمناء في نقل الصورة الصحيحة عن الحجامة فاعتمدوا على ثمانية أحاديث كلها إما ضعيفة أو موضوعة.. هناك ثلاثة أحاديث صحيحة فقط، تدل على أن الحجامة سنة فعلية ثابتة وعلى أن النبي ص احتجم وأعطى الحجام أجره، لكن هذه الأحاديث التي تدل على الحجامة ليس على المستوى الذي يتداوله الناس الآن، وأن المشروعية ترقى إلى مستوى السنة النبوية ، ليست الحجامة من السنة أصلاً بمعنى أنها ليست قربى من القرب التي يتقرب بها من الله عز وجل ، إنما هي من قبيل الأفعال الطبيعية والتي نسميها في علم أصول الفقه:الجبلية كالقيام والقعود والأكل ، والعلاجات هذه ليست سنناً وإنما الذي ورد فيها يدل على أنها مباحة، فالحجامة بالتعبير الفقهي الشرعي الدقيق مجرد عمل مباح، وفعل النبي ص دل على مشروعيتها ولكن لا ترقى إلى أن تكون عبادة أو قربى أو سنة من السنن” /إهـ.
أما الأستاذ د.سعيد رمضان البوطي(15) فيقول في ختام حديثه عن الحجامة :” أما ما هي الأدواء التي يمكن للحجامة أن تكون علاجاً لها والطريقة التي ينبغي أن تسلك لذلك فهي تخضع للقوانين الطبية التي يتناولها التطور والتقدم وهذا يعني أن الحجامة ليست سنة مثل ركعتي الضحى وغيرها من السنن فهي ليست قربى بشكل من الأشكال. هذا الأمر بديهي والذي يقول أنها سنة وقربى يتقرب بها الإنسان إلى الله يخالف البديهات في الواقع … أنا لا أنكر فائدة الحجامة وإلا لما قال الرسول ص الصادق المصدوق هذا الكلام بحديث صحيح متفق عليه، لكني أقول أن الحجامة تخضع للشروط والأنظمة الطبية، هذا شيء يقيني، والذي يمارسها إن لم يكن طبيباً وحصل محذور للمريض (المحجوم) فهو ضامن له/إهـ.
و للوصول إلى الحقيقة طرحنا الموضوع على عدد من علماء دمشق الأجلاء : ما هو حكم الحجامة في الشريعة الإسلامية ؟ ثم هل يثاب المسلم إذا فعلها بنية الاقتداء بفعل النبي ص ؟
كتب إلينا الأستاذ الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي يقول : تعقيباً على ما جرى بيننا من حديث حول الحجامة وما يشيع من الحديث حول تحميلها في شرع الله مالا تحمله إلى درجة أن جعلها البعض شعيرة من شعائر الدين، شافية من كل داء بلا استثناء إلى غير ذلك من المبالغات المشينة التي يصلح أن يقال لأصحابها، أتريدون أن يكذب الله ورسوله …ثم نسمع عن آخرين جردوا الحجامة من كل صفة شرعية فلا استجابة في فعلها لشرع الله ولا أجر ولا ثواب لفاعلها … ما تباعدت فيه الأنظار واختلفت فيه الأحكام .وسأنقل هنا أقوال بعض العلماء التي تزيد في ثراء هذا البحث. فالموضوع ما يزال مطروحاً للنظر والتمحيص ومحاولة معرفة الأحكام الشرعية للوقوف على مراد الله تعالى من عباده وما يرتبه سبحانه من الثواب والعقاب على أفعالهم وتصرفاتهم .
الإمام الرازي يقول في كتابه ” المحصول” : قال الأصوليون، صيغة ( إفعل) مستعملة في خمسة عشر وجهاً ….” ثم قال :
الثاني :الندب كقوله تعالى:” فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً “، ويقرب منه التأديب كقوله ص “كل مما يليك” فإن الأدب مندوب إليه.ثم
الثالث:الإرشاد كقوله تعالى “واستشهدوا شهيدين من رجالكم ” وقوله ” إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه “والفرق بين الندب والإرشاد أن الندب لثواب الآخرة والإرشاد لمنافع الدنيا، فإنه لا ينقص الثواب بترك الاستشهاد في المداينات ولا يزيد بفعله”.
وتكلم الإمام الإسنوي بما يشبه كلام ” المحصول” كما أني رأيت في كلام الإمام السبكي في كتابه ” الإبهاج ” الذي شرح به منهاج البيضاوي في علم الأصول ، تدقيقاً مفيداً ينبغي الوقوف عليه لما فيه من تحرير لهذه المسألة . يقول رحمه الله :”….الثالث الإرشاد كقوله تعالى ” واستشهدوا شهيدين من رجالكم” والفرق بين الندب والإرشاد أن المندوب مطلوب لثواب الآخرة والإرشاد لمنافع الدنيا ولا يتعلق به ثواب البتة لأنه فعل متعلق بغرض الفاعل ومصلحة نفسه. وقد يقال إنه يثاب عليه لكونه ممتثلاً، لكن ثوابه أنقص من ثواب الندب لأن امتثاله مشوب بحظ نفسه. ويكون الفارق إذن بين الندب والإرشاد إنما هو مجرد أن أحدهما مطلوب لثواب الآخرة والآخر لمنافع الدنيا والتحقيق أن الذي فعل ما أمر به إرشاداً، إن فعله لمجرد غرضه (أي الدينوي ) فلا ثواب له، وإن أتى به لمجرد الامتثال، غير ناظر إلى مصلحته ولا قاض سوى مجرد الانقياد لأمر ربه يثاب، وإن قصد الأمرين أثيب على أحدهما دون الآخر ولكن ثوابه أنقض من ثواب من لم يقصد غير مجرد الامتثال /إهـ.كلام التاج السبكي .
وأنت ترى – أخي الكريم – هذا التحقيق الرائع فيما ينطبق على ما نحن بصدده من الحديث عن الحجامة والتي كانت زمنه ص هي الدواء المتاح للناس لمعالجة بعض الأمراض لا جميعها فهي من منافع الدنيا ومصالح الناس فيها ويصدق عليها أنها من خطاب الإرشاد لا من خطاب الندب والذي لا يثاب عليه صاحبه إلا أن يقصد الاستجابة لأمر الشرع كما مر في تحقيق الإمام السبكي ولا مزيد على كلامه/إهـ.
أما الدكتور محمد هشام البرهاني فقد كتب إلينا جوابه حول الحكم الشرعي للحجامة يقول: الحجامة سنة نبوية، وكيف لا تكون سنة وقد فعلها النبي ص مراراً وندب إليها وفعلها أصحابه رضوان الله عليهم والسلف الصالح اقتداء به صلى الله عليه وسلم…أما تعاطيه ص الحجامة فما جاء في الصحيحين: كان رسول الله ص يحتجم ثلاثاً واحدة على كاهله واثنتين على الأخدعين” وأخرج الترمذي في الشمائل والنسائي وابن خزيمة وابن حيان في صحيحيهما أن رسول الله ص ” احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به ” وفي رواية ” احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وجع ” وفي الصحيحين أن النبي ص احتجم وأعطى الحجام أجره” وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه ” أن رسول الله ص حجمه أبو طيبة فأمر له بصاعين من الطعام وكلم مواليه فخفضوا عنه ضريبته وقال :” خير ما تداويتم به الحجامة“.وهذا يدل على استحبابهما والندب إليها. ففي صحيح البخاري عن النبي ص: ” الشفاء في ثلاثة ……الخ الحديث. وأما فعل الصحابة : ففي الترمذي عن عباد بن منصور قال: سمعت عكرمة يقول: كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون فكان اثنان يغلان عليه يعملان للناس بالغلة أي بالأجرة – وعلى أهله وواحد لحجمه وحجم أهله “ولا يزال الناس يمارسون الحجامة من عصر الصحابة إلى يومنا هذا جيلاً بعد جيل دون نكير
ويتابع الدكتور البرهاني قوله “ وما دام الإنسان يفعلها – أي الحجامة – تأسياً بالنبي ص واقتداء به وبأصحابه فإنه يثاب على فعلها كما يثاب على أي عمل يقوم به متأسياً بالنبي ص ومقتدياً بالسلف الصالح يقصد القرب من الله تعالى، كيف لا وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتحرون أفعال النبي ص في بيته وخارجه وفي حله وترحاله في عبادته ومعاملته، في نومه وطعامه وشرابه ولباسه، وخير مثال على ذلك ابن عمر رضي الله عنهما فقد كان يتحرى التأسي بالنبي ص حتى في الأمور التي لا تبدو فيها أية حكمة إلا لمجرد المحاكاة الظاهرة، فكيف لا يثاب من يجتحم مقتدياً بالأسوة العظمى سيدنا محمد ص . وقد ورد استحباب الحجامة وطلبها في تراثنا العظيم على اختلاف مشاربه ومذاهبه وفي مصادر عديدة نكتفي منها بما جاء في الموسوعة الفقهية الصادرة في الكويت تحت لفظ الحجامة ” التداوي بالحجامة مندوب إليه”.
أما الأستاذ المحدث الشيخ عبد القادر الأرناؤوط فقد كتب إلينا يقول :
إن الأحاديث النبوية التي جاءت ترغب بالحجامة كثيرة (ونقل العديد منها والتي ذكرناها سابقاً ) ثم قال: يفيد قول الإمام ابن قيم الجوزية في زاد المعاد قال: في ضمن هذه الأحاديث يعني التي ساقها حول الحجامة: استحباب التداوي، واستحباب الحجامة وفيها دليل على جواز التكسب بصناعة الحجامة . وفعله ص الحجامة والاقتداء به في فعلها يثاب عليها فاعلها وهي سنة عملية لأن رسول الله ص فعلها فالاقتداء به فيها يستحب/إهـ .
وأما الشيخ العلامة محمد سكر فقد كتب إلينا يقول في حكم الحجامة :
- ذكر ملاعلي القاري (وهو حنفي): والأمر للندب وقد تجب الحجامة في بعض المواضع (مرقاة المفاتيح ،شرح المشكاة 4/505)
وذكر ابن القيم (وهو حنبلي): أنه مستحب: واستحباب الحجامة… انظر زاد المعاد
- وفي الموسوعة الفقهية : التداوي بالحجامة مندوب إليها ،انتهى.
- وذكر علماء الأصول في كتب السنة النبوية المطهرة أن السنة التي لم يثبت بها الأمر أو كونها مخصوصة به ص وكانت جبلية حياتية ،اختلف رأي العلماء فيها بين السنية والاستحباب .
- وقال العلامة ابن أبي جمرة (وهو مالكي) في بهجة التقوى شرح مختصر البخاري هل الشفاء في الحجامة على العموم في المؤمن والكافر أم لا : ظاهر محتمل لكن قد جاء من طريق ” شفاء أمتي…. ” فيكون خاصاً بأمته ص. وهل يكون ذلك شفاء من كل داء أو هو من أدواء مخصوصة ، فاللفظ محتمل لكن الأظهر العموم لأنه من الرحمة والمنن وما هو من هذا الباب ، فالعموم أظهر فيه
-وقد تكلم بعض الباحثين في هذه الأحاديث وعللوا الفائدة فيها بأن جعلوها بنظرهم راجعة إلى التجربة وما يقول فيها أهل الطب وأهل الاختصاص ، فإذا اعتمدنا قولهم، معنى هذا أنه لم يبق لقول الصادق ص فائدة أصلاً، وهذا قول فاسد وغلط فالله عز وجل يقول: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، وقال تعالى : ” وما ينطق عن الهوى ” فإذا صدقنا قول أهل التجربة وأهل الطب وكلا القولين تقدير وتخمين وظن غالب ، فيجب من باب أولى تصديق الصادق المصدوق ص الذي يخبر عن جاعل وخالق الأشياء واخترعها بقدرته وحكمته ، فالتوفيق لا ينال إلا من طريق النعم علينا … وأما قولنا هل يحتاج إلى نية عند استعماله فكل ما هو من طريق النبوة فالنية أصل فيه، وأما الذي يأخذه على طريق التجربة والشك فلا يزيد بذلك إلا شدَّة ..إلى آخر ما قاله رحمه الله/ إ هـ.
وخير ما أختم به هذا البحث الملاحظات حول الحجامة التي كتبها الأستاذ إياد نقشبندي مدير أوقاف دير الزور في مجلة نهج الإسلام*
” يقبل المسلمون هذه الأيام وبشكل واسع على تطبيق سنة نبوية طيبة ألا وهي (سنة الحجامة)التي ورد ذكرها في الكثير من الأحاديث الصحيحة متناً وسنداً والتي تشير إلى فوائدها الجلية سواء للأصحاء من الناس وقاية لهم من الأمراض أو المرضى منهم علاجاً لما يعانونه من أمراض شتى ، إلا أن ذلك يجب أن يتم من قبل أهل الخبرة والاختصاص وأن يراعوا فيه القواعد الصحية السليمة والآمنة أثناء عملهم . فالحجامة بمثابة عمل جراحي يجب أن تطبق على الأدوات المستعملة فيه كل الشروط التي تطبق على الأدوات الجراحية حين تحضيرها للاستعمال .
فالحجامة سنة نبوية يطبقها الإنسان المؤمن طاعة لله ولرسوله وتيمناً ببركة هذه السنة آملاً أن يحقق الله عز وجل عندها الفائدة المرجوة إن شاء ، أو يؤجل ذلك إلى وقت آخر ، ولا رادّ لمشيئته عز وجل لذا لا يجوز التآلي على الله مسبقاً وإعطاء الناس الوعود القاطعة بأنهم إن طبقوا الحجامة فسيشفون من أمراضهم لأن ذلك مرتبط بمشيئة الله عز وجل إن شاء شفى وإن شاء أخر ذلك إلى أمد هو يعلمه وحسبنا عندئذ أن ما نناله من الأجر والمثوبة بتطبيق هذه السنة النبوية المباركة (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا –الحشر 6) من يطع الرسول فقد أطاع الله) النساء 78 وهذه الحقيقة هي مسألة هامة في عقيدة المؤمن قد لا يدركها الكثير من العامة، لذا عندما لا يتحقق الشفاء بعد الحجامة مباشرة يتأثر إيمانهم وتحدث شبهات وربما فتن والعياذ بالله .
والحجامة سنة نبوية يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها. وإن شأنها شأن كل أمر يهرع إليه المؤمن وقت الشدة أن يسبقها إقرانها بالتوبة النصوح إلى الله عز وجل والعود الصادق إليه والتزام أوامره واجتناب نواهيه ثم بعد ذلك قد نكون مؤهلين لنيل المنفعة التي يهبها الباري عز وجل للصادقين معه.
الصوم والحجامة:
عن عكرمة عن عبد الله بن عباس (رض):“ احتجم النبي ص وهو صائم ” رواه البخاري
ويلخص د. وهبة الزحيلي (16) آراء المذاهب بقوله: تكره الحجامة للصائم عند الشافعية والمالكية والحنفية لكنها لا تفطره، بينما يفطر بها عند الحنابلة ويلزمه القضاء فقط . قال ابن حجر (9):وأما قوله ” واحتجم أبو موسى ليلاً ” وفيه امتناعه عن الحجامة نهاراً كان بسبب الصيام لئلا يدخله خلل وإلى هذا ذهب مالك فكره الحجامة للصائم لئلا يغرر بصومه لا لكون الحجامة تفطر الصائم
وعن ثابت البناني، سئل أنس بن مالك رض: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد رسول الله ص؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف ” رواه البخاري وأبو داود .وعن عبد الله بن عمر رض “ أنه كان يحتجم وهو صائم ثم ترك ذلك بعد فكان إذا صام لم يحتجم حتى يفطر “….وأما ما رواه رافع بن خديج رض أن النبي ص قال :” أفطر الحاجم والمحجوم ” رواه الترمذي وأبو داود (عن شداد بن أوس) وابن ماجه والدارمي. فقد قال الأستاذ الأرناؤوط (17 )إسناده صحيح ولكنه منسوخ فقد ثبت أن رسول الله ص رخص في الحجامة للصائم .
قال الإمام ابن الأثير الجزري(17) في شرح هذا الحديث [ أفطر الحاجم والمحجوم ] من ذهب إلى أن الحجامة تفطر فهو ظاهر ومن قال إنها لا تفطر فمعناه: أنهما تعرضا للإفطار، أما المحجوم فللضعف الذي يلحقه من ذلك فربما أعجزه عن الصوم. وأما الحاجم فلا يأمن أن يصل إلى حلقه شيء من دم المحجوم فيبلعه وما من الوجهة الطبية فنحن مع د. أحمد كنعان (18) إذ يقول: فبما أن الحجامة لا تعد علاجاً إسعافياً ولا تصل الحاجة لها إلى حد الضرورة، فإننا نرى خروجاً من الخلاف إرجاءها إلى الليل، أي إلى ما بعد الفطر حيث يكون المريض أقوى على تحمل الحجامة .
الحجامة والطهارة : ذهب المالكية والشافعية إلى أن الحجامة لا تنقض الوضوء، وذهب الحنفية إلى انتقاض الوضوء بالحجامة لأن الوضوء عندهم واجب بخروج النجس، أما الحنابلة فقد ذهبوا إلى أن ما خرج من الدم إن كان فاحشاً فإنه ينقض الوضوء ويندب الغسل من الحجامة عند الحنفية خروجاً من خلاف من ألزمه – وتكره الحجامة في المسجد عند المالكية، هذا إذا أمن تلوثه وإلا حرمت(16) .
الحجامة للمحرم: عن عبد الله بن عباس (رض) قال : “احتجم النبي ص وهو محرم” رواه البخاري ومسلم، وفي رواية للبخاري: ” احتجم النبي ص في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحي جمل” . وعن نافع أن عبد الله بن عمر( رض)ما كان يقول: “لا يحتجم المحرم إلا أن يضطر إليه مما لابد منه ” أخرجه مالك في الموطأ وإسناده صحيح .
قال الإمام النووي في شرحه صحيح مسلم وفي هذا الحديث دليل على جواز الحجامة للمحرم. وقد أجمع العلماء على جوازها في رأسه وغيره إذا كان له عذر في ذلك وإن قطع الشعر حينئذ، لكن عليه الفدية لقطع الشعر، وهذا الحديث محمول على أن النبي ص كان له عذر في الحجامة في وسط الرأس لأنه لا ينفك عن قطع الشعر. أما إذا أراد المحرم الحجامة لغير حاجة، فإن تضمنت قلع شعر فهي حرام كتحريم قطع الشعر، وإن لم تتضمن ذلك بأن كانت في موضع لا شعر فيه، فهي جائزة عندنا ( الشافعية) وعند الجمهور ولا فدية فيها، وعن ابن عمر ومالك كراهتها “. .
جواز أخذ الحجام أجره: عن أنس (رض)أنه سئل عن أجر الحجام فقال : ” احتجم رسول الله ص حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه وقال :” إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ” رواه البخاري ومسلم . قال أبو عيسى: حديث أنس حسن صحيح وقد رخص بعض أهل العلم من أصحاب النبي ص وغيرهم في كسب الحجام وهو قول الإمام الشافعي ..وعن عبد الله بن عباس (رض)أن رسول الله ص احتجم وأعطى الحجام أجره” أخرجه البخاري ومسلم، وعند أبي داود بعد قوله أجره ” ولو علمه خبيثاً لم يعطه “.
وعن رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله ص يقول: شر الكسب مهر البغي وثمن الكلب وكسب الحجام “ رواه الترمذي ومسلم . وعن رافع أيضاً عن رسول الله ص قال : ” ثمن الكلب خبيث ومهر البغي خبيث وكسب الحجام خبيث ” رواه البخاري ومسلم .
قال ابن الأثير في شرح الغريب:[ خبيث ] الخبيث الحرام وهو يطلق على المكروه وهو الذي عنى به في كسب الحجام، وأما قوله في ثمن الكلب ومهر البغي ” فيريد به الحرام “. قال الخطابي: وقد يجمع الكلام بين القرائن واللفظ ويفرق بينهما في المعنى ويعرف ذلك من الأغراض والمقاصد “.
وعن أبي هريرة (رض): نهى رسول الله ص عن كسب الحجام وعن ثمن الكلب وكسب الفحل ” رواه النسائي وأبو داود بسند صحيح ( الأرناؤوط ). عن ابن محيصة عن أبيه أنه استأذن رسول الله ص في أجرة الحجام فنهاه عنها وكان له مولى حجاماً فلم يزل يسأله ويستأذنه حتى قال له آخراً ” اعلفه ناضحك وأطعمه رقيقك ” أخرجه الترمذي وقال حديث حسن .
وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم:” وقد اختلف العلماء في كسب الحجام فقال الأكثرون من السلف والخلف لا يحرم كسب الحجام ولا يحرم أكله لا على الحر ولا على العبد وهو المشهور من مذهب أحمد. وقال في رواية عنه قال بها فقهاء المحدثين يحرم على الحر دون العبد، واعتمدوا هذه الأحاديث وشبهها .
واحتج الجمهور بحديث ابن عباس ض “أن النبي ص احتجم وأعطى الحجام أجره ولو كان حراماً لم يعطه“، وحملوا هذه الأحاديث التي في النهى على التنزيه والارتفاع عن دنيء الأكساب والحث على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور، ولو كان حراماً لم يفرق فيه بين الحر والعبد فإنه لا يجوز للرجل أن يطعم عبده مالا يحل”.
وقال ابن قيم الجوزية(8): وأما إعطاء النبي ص الحجام أجره فلا يعارض قوله “كسب الحجام خبيث ” فإنه لم يقل: إن إعطاءه خبيث بل إعطاؤه إما واجب وإما مستحب وإما جائز، ولكن هو خبيث بالنسبة للآخذ وخبثه بالنسبة إلى آكله فهو خبيث الكسب ولم يكن من ذلك تحريمه، فقد سمى النبي ص الثوم والبصل خبيثين مع إباحة أكلهما. ولا يلزم من إعطاء النبي ص الحجام أجره حل أكله فضلاً عن كون أكله طيباً فإنه ص قال :” إني لأعطي الرجل العطية يخرج بها يتأبطه ناراً ” والنبي ص قد كان يعطي المؤلفة قلوبهم من مال الزكاة والفيء مع غناهم وعدم حاجتهم إليه ليبتلوا من الإسلام والطاعة ما يجب عليهم بذله بدون إعطاء، ولا يحل لهم توقف بذله على الأخذ بل يجب عليهم المبادرة إلى بذله بلا عوض. وهذا أصل معروف من أصول الشرع، إن العقد والبذل قد يكون جائزاً، أو مستحباً أو واجباً من أحد الطرفين، مكروهاً أو محرماً من الطرف الآخر “.وبالجملة فخبث أجر الحجام من جنس خبث أكل الثوم والبصل، ولكن هذا خبيث الرائحة، وهذا خبيث لكسبه /إهـ كلام ابن القيم.ويرى الإمام الطحاوي أن النهي عن كسب الحجام ووصفه له ص: بأنه خبيث منسوخ بإعطائه ص له أجره. وهذا الذي عليه جمهور الفقهاء من علماء المسلمين.
دفن دم الحجامة: ويستحب أن يدفن دم الحجامة فقد ورد عن أم سعد (رض) أنها قالت: “ كان رسول الله ص يأمر بدفن الدم إذا احتجم“.أخرجه الطبراني وهو ضعيف وعن عبد الله بن الزيير (رض) قال: احتجم رسول الله ص وأعطاني دمه وقال: اذهب فواره لا يبحث عنه سبع أو كلب أو إنسان، فتنحيت فشربته ثم أتيت رسول الله ص فقال ما صنعت ؟ قلت: صنعت الذي أمرتني به، قال: ما أراك إلا قد شربته، قلت نعم. قال: ماذا تلقى أمتى منك. قال أبو سلمة: فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم النبي ص.
وقال الإمام النووي (19) قال أصحابنا[أي الشافعية]:” والدفن لا يختص بعضو من علم موته، بل كل ما ينفصل من الحي من عضو وشعر وظفر وغيرها من الأجزاء يستحب دفنه وكذلك توارى العلقة والمضعة تلقيها المرأة، وكذا يوارى دم الفصد والحجامة /إهـ . وعند الحنفية، يستحب دفن الشعر والظفر والدم والمضغة والعلقة اللتين تلقيهما المرأة “. “.
الحجامة عند ابن قيم الجوزية في كتابه الطب النبوي:
وأما منافع الحجامة فإنها تنقي سطح البدن أكثر من الفصد، والفصد لأعماق البدن أفضل، والحجامة تستخرج الدم من نواحي البدن. والتحقيق في أمرها وأمر الفصادة أنهما يختلفان باختلاف الزمان والمكان والأسنان والأمزجة. وقد نص الأطباء على أن البلاد الحارة، الحجامة فيها أنفع وأفضل من الفصد، وتستحب وسط الشهر وبعد وسطه وفي الجملة في الربع الثالث من أرباع الشهر، لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج وتبيغ وفي آخره يكون قد سكن، وأما في وسطه وبعيده فيكون في نهاية التزايد..
الفصد والحجامة عند البغدادي[المتوفى عام 29هـ](1) .
قال: وهما من حوائط الصحة. بوب عليه البخاري “باب الحجامة من الداء ” فقد أمر رسول الله ص بالحجامة. وفي كراهة فصد العروق روايتان أظهرهما عدم الكراهة وقد بعث رسول الله ص إلى أبي بن كعب طبيباً فكواه وفصد العرق. فالحجامة تنقي سطح البدن والفصد لأعماقه والحجامة تستعمل في البلاد الحارة والفصد في البلاد الباردة وينبغي أن يجتنب الحجامة بعد الحمام إلا لمن غلظ دمه، ويكره على الشبع …./ .
مقالة في الفصد لأمين الدولة بن التلميذ ( المتوفى 560هـ)
الفصد هو تفرق اتصال إرادي، يتبعه استفراغ كلي من العروق خاصة ويتوسطها من جميع الجسم، وقولنا من العروق خاصة لنفصله عن الحجامة لأن الحجامة هي تفرق اتصال لكن أكثر استفراغها من نواحي الجلد والفضل لا من العروق خاصة .
الأغراض المقصودة في الفصد ثلاثة وهي إما نقص الكمية وإما إصلاح الكيفية وإما هما معاً.
ثم ذكر أبواباً يفصل فيها في كيفية الفصد حتى وصل إلى الباب السادس في ذكر العلل التي يفصد لها كل واحد من هذه العروق ولسنا هنا في معرض ذكرهاا(20).
.الحجامة: تعريفها وأنواعها
الحجم لغة: المصُ، يقال: حجم الصبي ثدي أمه إذا مصه، سمي به فعل الحاجم لما فيه من المص للدم في موضع الشرط، والفعل منه (حجم) بفتح الجيم ويحجم(بالكسر والضم)، واحتجم: طلب الحجامة، قال الأزهري: يقال للحاجم [حجّام ] لامتصاصه فم المحجمة. والحجامة هي فعل الحاجم وحرفته، والمحجم: الآلة التي يحجم بها، أي يمُصُ بها الدم، وهي أيضاً مشرط الحجام، وكذلك الآلة التي يجمع بها الدم](21) .
فإذا استعمل المحجم للمصّ دون شرط الجلد سميت (الحجامة الجافة) كما يدعوها العوام ” كؤوس الهواء” حيث تشعل ورقة أو قطعة قطن داخل الكأس لتفريغ الهواء ثم توضع مباشرة على جلد المريض، وآليتها أن الهواء يسخن داخل الكأس فيتمدد بالحرارة وعند ملامسته للجلد يبرد الهواء فينكمش ويقل حجمه فيحدث فراغاً داخل الكأس مما يجذب الجلد إلى جهته، ويؤولها آخرون أن الاحتراق نفسه يستهلك الأوكسجين ضمن الكأس، ويحدث فراغاً يجذب إليه الجلد ويحدث تبيغ الدم في موضعها، حيث يتغير لون الجلد فيصبح بنفسجياً لعدة ساعات نتيجة لاحتقان الدم فيه وتمر عليه أيام قبل أن يعود إلى الجلد لونه الطبيعي (13) .
أما إذا جرى تشطيب أو شرط للجلد قبل تطبيق المحاجم عليه فهي الحجامة الدامية أو الرطبة والتي تهدف إلى استخراج كمية من الدم من الدورة الدموية للمريض وطرحها خارجاً لغاية علاجية أو وقائية.وذلك لأن المحجم إذا طبق على المكان المبزغ بالمشرط فإنه يسرع في خروج الدم ويعمل بذلك على منع تجمده على فوهة الجرح وتوقف سيلانه وهكذا فإن كؤوس الحجامة تمص الدم من المكان المبزغ (13)حتى تمتلئ بالدم فيرفع الكأس ويوضع مكانه رباط ضاغط، وليعلم أن مكان الشرط قد يترك ندباً دائمة لا تزول وخاصة عندما يكون الشرط عميقاً . والفصادة مثل الحجامة تهدف إلى استخراج كمية من دم المريض على أن يتم ذلك ببزل الوريد بإبرة عريضة – وقد تتم ببزل الشريان.
يقول الدكتور النسيمي” إن كتب الحديث تدل على أن الحجامة الشائعة عند العرب وخاصة في العهد النبوي هي الحجامة المبزغة لقوله ص عنها [شرطة محجم] ، غير أن المص الذي يفيده معنى الحجم يمكن أن يتصور من دون شرط، فقد ورد عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: دعا النبي ص حجاماً فحجمه بقرن وشرط بشفرة، فرآه رجل من بني فزاره فقال: يا رسول الله علام تدع هذا يقطع لحمك ؟ فقال أتدري ما هذا ؟ هذا الحجم وهو خير ما تداويتم به.
وكان المحجم يتخذ من أي آلة مجوفة ذات فوهتين، وأول ما اتخذ من قرون الحيوانات كقرن الثور، حيث توضع الفوهة الواسعة على المكان المختار للحجم من الجلد ثم يسحب الهواء من المحجم من الفوهة الثانية بمصه بواسطة الفم، فبالمص يخلخل الهواء في المحجم المطبق ويحدث هجوم دموي إلى الجلد بسبب ازدياد الضغط الداخلي عن الخارجي، ويخرج الدم من العروق الدقاق محدثاً ما يشبه الكدمة. وبذلك يخف أو يزول احتقان المناطق من البدن الواقعة تحت موضع الحجامة، علاوة إلى حدوث أفعال انعكاسية أخرى ذات تأثير بين في تسكين الآلام وزوال الاحتقان(13).
يقول البروفسور سيرنيك عمرمن كولومبو (22) :”منذ العصور الغابرة استعمل الصينيون الحجامة بقرون الحيوانات. وأول ما طبقت لاستخراج الصديد من مكامنه في الآفات الجلدية الالتهابية. تطورت الحجامة حديثاً وتطورت أدواتها إلى حد كبير كما توسعت استطباباتها كثيراً ولعظم فوائدها العلاجية ولفتت الأنظار لتطبيقها في العديد من المراكز الطبية العالمية وقد استحدث الأطباء أنواعاً من المشارط الخاصة لإجرائها بشكل مبسط منها مشرط فيدال ذي الثلاث، أو الثمانية شفرات، مخفية تظهر عند الضغط على زر جانبي فتحدث ثلاث، أو ثمانية شرطات بآن واحد لتسهيل العمل (23)).
الحجامة بدودة العلق
العلق دود يعيش في أماكن معينة كالمستنقعات حيث يلتقط من هناك ويحفظ ضمن قوارير تملأ بالماء ويستفاد من خاصة التصاقه بالجلد وامتصاصه لمقادير معينة من الدم وإن كان البعض يتهم استعمال العلق بإمكانية إحداثه للتلوث والأغلب أنهم يفعلون ذلك بسبب التقزز منه (24). يقول العلامة ابن منظور (25): العلق دويدة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية لامتصاصها الدم الغالب على الإنسان، والمعلوق من الدواب والناس: الذي أخذ العلق بحلقه عند الشرب، وقد يشرط موضع المحاجم من الإنسان ويرسل عليه العلق حتى يمص دمه، .
وفي الحديث عن عامر رفعه: ” خير الدواء العلق والحجامة، وفيه أيضاً: “خير الدواء اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق ” ذكرها السيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى ضعفها .ويقول ابن القف في كتابه ” الجراحة “: والعلق جذبه للمواد الدموية أبلغ من جذب الحجامة ومن العلق ما طبعه السمية ومنه ما هو خال من السمية وهو المستعمل في المداواة ، وتصاد قبل يوم واحد ثم تكب على رؤوسها حتى يخرج جميع ما في أجوافها حتى يشتد جوعها وتلتقم الجلد. حتى إذا امتلأت أجوافها تسقط ويعلق غيرها إذا لزم الأمر، وتعلق المحاجم حيث تمص مصاً قوياً لجذب الدم المتبقي” /إ هـ.
ومنذ أوائل هذا القرن تراجع تطبيق هذه الطريقة المنفرة – كما يقولون – حتى بدا وكأنه تم التوقف عن استعمالها مطلقاً في الوسط الطبي . يقول تشارلز لينيت (26) الذي يعمل في قسم البيولوجيا التابع لجامعة يوتا – في مدينة لوغان الأمريكية: “في الوقت الذي خلنا فيه أن هذه الدودة لم تعد الرفيقة الملازمة للطبيب، بدأت تظهر معالجات جديدة تستخدم العلق، فقد أخذ أطباء الجراحة الرأبية يلجؤون إلى العلق لإخراج الدم من الانسدادات التي تعقب العمليات، وهذا إجراء يزيد من نجاح زرع الأنسجة، ورأب الثدي، وإعادة وصل الأطراف والأصابع المبتورة بإنقاص تواتر التموت Necrosis الموضعي للأنسجة. ويجري البحث اليوم في المواد الكيميائية الهامة لتلك العملية والمطروحة في لعاب العلق، ولكونها عوامل علاجية ضد عدد من الأمراض من بينها التصلب العصيدي والخثار Thrcombosis والسرطان” .
وفي عام 1987 كتب كل من مات كلارك ودونا فوت (27) من لندن على أن العلق قد عاد في السنوات الأخيرة فاتخذ طريقه مجدداً إلى الممارسة الطبية، فالعلق تستخدمه اليوم مؤسسات طبية أمريكية وأوربية بعد الجراحة المجهرية لإعادة وصل أجزاء من الجسم كالأصابع والأنوف، فلقد تبين للجراحين بأنهم عندما يعيدون وصل الأعضاء يمنى عملهم بالفشل خلال مدة قصيرة بسبب احتقان الأوعية الشعرية، فإذا وضعت علقة على ذلك الجزء من الجسم فهي تفتح تلك الأوعية . فبعد أن تمص ما مقداره 28 غ أو نحوه من الدم وتسقط، نلاحظ عودة جريان الدم عند المريض بعد عدة أيام إلى صورته الطبيعية داخل النهاية التي أعيد زرعها.
ويرى صوير (24) الذي يدير مختبراً بيولوجياً في ويلز، أن ما سيكون أشد إثارة في المستقبل هو الإمكانات الصيدلانية التي يوفرها لعاب العلق، و ” الهيرودين ” تلك المادة الموجودة في اللعاب والتي تمنع تخثر الدم، كما يحتوي اللعاب على مادة الهيمنتين المشابهة والتي عزلها “صوير ” من نوع من أنواع علق الأمازون والتي تميع الخثرات فور تشكلها .
ويبدو أن هناك مادة مخدرة في اللعاب يفترض بأنها تحول دون شعور مستخدم العلقة بالألم عند امتصاصها لدمه وعندما يبعدها عن جلده. وأخيراً فاللعاب يحتوي على مادة الأورغيليز وهي خميرة تساعد على زيادة تدفق الدم في منطقة النسيج الذي تتغذى(تمص)العلقة فوقه. ويعتقد صوير أن المادتين المضادتين للتخثر علاوة على هذه الخميرة يمكن أن يبرهن على فائدتها في معالجة الذين يتعرضون للأزمات القلبية لأنها تنشط جريان الدم في المناطق المؤوفة من العضلة القلبية .
وقد ذكرت مجلة نيوزويك العربية (24)أن العلق اليوم يستعان به في مشفى العيون المركزي في موسكو لإزالة ظلمة العين عند المصابين بالساد بوضعه على صدغ المريض. كما يطبق في مستشفى هامر سميث الشهير في لندن، حيث يجد أطباء المشفى المذكور أن مداواة تلوث العلق – إن كان ملوثاً كما يدعى البعض – أهون بكثير من مداواة ما يشفيه العلق وإن كان ملوثاً .
الحجامة الحديثة: ما هي ؟
تقول د. هيلينا عبد الله من ماليزيا(28) أن الحجامة الحديثة هدفها تنظيف الدم من خلال الجلد. فمن خلالها يتسنى للجسم التخلص من فضلاته السمية، دون استنزاف ثروة الدم المتنقلة . وتعتبر طريقة مأمونة جداً وغير مؤلمة ، وتستعيد وظائف الجسم وتحقق الوقاية مع العلاج لكثير من الأمراض. .وترى أن المؤشرات العامة إلى استخدامها هي عندما يكون الدم زائداً جداً وعندما يكون المرض موجوداً بالفعل, وفي الآلام التي يعاني منها الجسم ابتداء من الخفقان وحتى الآلام الحادة .أ.وفي الضعف العام ولحل مشكلات التنفس كاللهاث . وتتكون الحجامة- من أربع عمليات للعلاج. وهكذا لا يتركز العلاج على تقليل الفضلات السمية في الدم فحسب ولكنها تركز على تقوية حيوية الجسم ومقاومته للأمراض إلى جانب التخلص من الفضلات الراكدة أما العمليات الأربع فهي:.
الوخز بالإبر:تتحرك عملية الوخز خلال إجراء الحجامة إذ تستخدم كاسات بلاستيكية وذراع امتصاص على نقاط الوخز مما يعطي الجسم إحساساً بالتوازن . وبالإمكان التحكم في الضغط الناتج بواسطة اليد ، يجب أن تكون العملية مريحة .وحيث يخفف الضغط إذا بدا للمريض أي ازعاج .
فصد الدم : يتم وخز البقعة المشكلة بواسطة إبرة معقمة ثم يتم الضغط عليها باستخدام كأس بلاستيكية والذي يحدث بواسطة المضخة اليدوية المتصلة بالكأس بواسطة الضخ وهكذا ينشأ عنه تفريغ شديد يؤدي إلى إجبار الفضلات السمية الراكدة في الدم على التدفق خلال الجلد الموخوز .
تنشيط نقاط الوخز: يحدث تنشيطها عندما يتم وخز الجلد بالإبر وتتركز جميع الوخزات حول نقطة وخز معينة وعند معالجة الأمراض المزمنة كالصرع والسعال المزمن والبلغم، ويتم اختيار نقاط للوخز وإبراً للعلاج حسب علم الكونيات وأنشطة العناصر الخمسة للطبيب الصيني ين يانا
المعالجة المثلية: تحدث أثناء إجراء الحجامة الحديثة حيث يتم اختيار المعدات المستخدمة بطريقة تبدو وكأن حارساً ما يحمي إبرة الوخز .
ويبدو أن الحجامة الحديثة طريقة تخلط أعمال الحجامة التقليدية مع طريقة الوخز بالإبر المعروفة عند الصينيين.وأرى أنها تتعدى مفهوم الحجامة النبوية .
شروط السلامة لمن أراد الحجامة :
كتب السيد علاء الدين محمد السيد في جريدة الرياض السعودية يقول(29): الحجامة نوع من الطب البديل له عياداته المتخصصة، أخذ روادها يتزايدون يوماً بعد يوم لتطبيقها بدل الأدوية التي أضرت بكثير من الناس، .وهناك شروط عامة لابد في توفرها فيمن يريد أن يمارس الحجامة وأهمها:العلم بالطب لقول النبي ص:” من تطبب ولم يعلم منه الطب فهو ضامن” فالطبيب يطبق الحجامة في الموضع الصحيح …ويمتنع عن إجرائها عند وجود أحد محظوراتها كارتفاع الحرارة وعند المصابين بآفة كبدية والمصابين بميوعة الدم، والأطفال الصغار وكبار السن، و المصابين بالرشح ، ولمن بدأ بالغسل الكلوي .. مع اتخاذ إجراءات التعقيم كاستخدام الأدوات الطبية المعقمة ..وأن يكون الحجام و من يساعده سليماً من الأمراض المعدية وخاصة آفات الكبد الفيروسية والسل الرئوي وغيرها .. و أن يخضع الحجام لدورة خبرة معتمدة وتحت إ.
وتمنع الحجامة على جلد مصاب بقوباء أو أمراض جلدية معدية ، كما لا يجوز إجراؤها في المواضع التي لا يكون فيها نسيج عضلي مرن، ولا في الأماكن التي تكثر فيها الأوردة البارزة كظهر اليدين والقدمين عند الأشخاص ضعيفي البنية. كما لا تحجم المرأة الحامل في أسفل البطن ولا على الثديين ومنطقة الصدر خاصة في أشهر الحمل الثلاثة الأولى. ويزيد آخرون بعض الملاحظات كتجنب الحجامة على أربطة المفاصل الممزقة وفي الأيام شديدة البرودة، وعلى المفاصل المتورمةولكن بجوارها .
ويوصي بعضهم بتجنب الحجامة بأكثر من كأس لمن يعاني من فقر دم أو من انخفاض الضغط، ولمن حجامته على الفقرات القطنية لأنها تسبب في انخفاض ضغط الدم بسرعة، وينصح بأن يشرب المصاب شراباً حلواً أو طعاماً يزوده بسعرات حرارية قبل الحجامة . ويضيف د. النسيمي كمضاد لاستطباب الحجامة: الداء السكري بعدما ذكر الإنتانات الجلدية وعندما يخشى الطبيب من استمرار النزف مكان التشريط بسبب وجود اضطراب في أزمنة النزف والتخثر والبروترومبين وفي قصورات الكبد.
الحجامة الجافة
وهي تطبيق المحاجم على الجلد الطبيعي دون إجراء تبزيغ أو تشطيب مسبق له . ولإجراء الحجامة تحضر الكؤوس(المحاجم)المعقمة جانباً، ثم يعقم الموضع المراد حجامته . قد نضطر لدهن حواف الكأس بقليل من الزيت أو أي مادة مزلقة حتى يحكم لصق المحجم على الجلد،ويرى البعض(30) ضرورة طلي المنطقة كلها بالمادة المزلقة لإجراءحركات(تمسيد) دائرية بكأس الحجامة أثناء تطبيقها .. ثم إن كانت المحاجم تقليدية (الحجامة بالنار): نضع قطعة قطن مبللة بقليل من الكحول أو قطعة ورق، ثم تشعل ويوضع الكأس على المكان المراد من الجلد . أما المحاجم ذات المكبس فتطبق على المكان المراد ثم نلجأ إلى سحب المدكَ لإجراء تفريغ الهواء من المحجم .. وإذا حدث ألم ما فيمكن إنقاص حجم الهواء المخلى كما أن هذه الطريقة تسمح بتحريك المحاجم بشكل أسهل . وهكذا سوف ينسحب الجلد على شكل نصف كرة داخل الكأس ويمكن نزعه بعد 5-10 دقائق بلطف بالضغط على الجلد عند حافة الكأس، وينصح البعض بزلق الكأس كل 5 دقائق من مكان إلى آخر لتأخذ المعالجة سطحاً أوسع، وهي ما يدعوها البعض بالحجامةالمتزحلقة(31).
تنتهي الحجامة بتشكيل بقعة قرمزية غامقة، وأحياناً مجرد احمرار خفيف وقد يسود الجلد و يكسو سطحه نقط صغيرة من المصل. وبعد رفع المحاجم لا تدهن المنطقة بأي مستحضر، بل امسح بلطف المادة المزلقة التي دهنت به. ويتراجع اللون غالباً خلال24 ساعة إلا إذا اسود الجلد فإنه يتأخر بالتراجع. .
فالحجامة الجافة (13) تفيد في تخفيف أو إزالة الاحتقان من المناطق في البدن الواقعة حولها، علاوة على حدوث تأثيرات انعكاسية ذات تأثير بين لتسكين الألم وتخفيف الاحتقان. ومن أهم استطباباتها آفات الرئة الحادة واحتقانات الصدر والكبد، التهابات الكلية، التهاب التامور وفي العصابات القطنية الوربية . وتقوم الحجامة الجافة مقام الاستدماء الذاتي لدى الأطفال أو لدى من يتعذر العثور على أوردتهم …
وتحت عنوان “ الحجامة المدلكة من أجل حفظ الصحة ” كتبت اختصاصية العلاج الفيزيائي الأمريكية (3) أنيتا شانون :الحجامة المدلكة هي تطوير حديث لعلاج قديم وتعتبرإضافة فعالة لعملية حفظ الصحة ومتممة لعلاج عدد من الأمراض الشائعة. ولقد اعتمدت التطبيقات العلاجية للحجامة من خلال إحداث تبيغ في الجلد المحجوم من أجل : تصريف السوائل الفائضة والسموم و حل التصاقات وتنشيط الأنسجة الضامةو تنشيط الدوران الدموي في الجلد .و تنشيط الجهاز العصبي المحيطي .
إن التطبيق المفضل للمحاجم هو السطح الواسع للظهر ونتائجها لا تصدق خاصة كمعالجة مضافة للتدليك، وهي مسكنة بشكل فعال للجهاز العصبي و تساعد على دخول العضوية في حالة من الاسترخاء، وقد تؤدي إلى غطيط عميق. تفيد لمعالجة ارتفاع الضغط والقلق والصداع المزمن، والآلام العصبية، والتقفع العضلي، فالعضلات المتقلصة والمحتقنة تتلين وتسترخي بسرعة بعد دقائق من الحجامة التالية للتدليك .
وترى د. شانون أن تخلية الهواء من الكؤوس يحاكي فعلها فعل الضغط الدائري للمساج العميق دون إحداث أي ازعاج. وحركة الكؤوس تكون دائرية أو خطية تعمل لحل العقد الجاسئة من الجلد المؤوف . واحمرار الجلد مكان التطبيق يدل على حضور جيد للدوران الدموي في سطح الجلد الذي يمكنه عند تطبيق المروخات والحلالات النباتية المائية المسكنة فوراً بعد الحجامة أن تمتص عميقاً في الأنسجة وتؤدي إلى فاعلية سريعة . وتقول إن زيادة الورود الدموي الهائل إلى المنطقة تجلب معها التغذية الكافية وتؤدي إلى سحب السموم خارج المنطقة . والمرضى يصفون شعورهم بدفء عميق ودغدغة لطيفة ، .
ومن مستشفى هوليود (20)كتب ستيفن ميكر معللاً الآلية الإمراضية الفاعلة للحجامة ” عندما تشعر بالألم فإن ذلك يعود إلى نقص الأكسجين في الخلايا بصرف النظر عن سبب أو نوع الألم، وعندما تكون الدورة الدموية أو اللمفاوية في حالة ركود، أو أن الدم لايستطيع الانتشار نحو الخلايا بشكل صحيح فإنه يفسد بما تتراكم فيه من فضلات استقلابية ومن ثم يبدأ بإعاقة عمل الأجهزة .
لحجامة الرطبة [ المبزغة أو الدامية]
وهي الحجامة التي يسبقها شرط للجلد وهي التي تشير إليها الأحاديث النبوية الداعية للحجامة والتي يؤكدها قول النبي ص” وشرطة محجم “. ولإجرائها ننظف الجلد المراد وتعقم أدوات الحجامة ، ويستحسن استخدام مشرط جديد معقم لكل مريض. ثم يعقم الموضع المراد وربما نحتاج وضع قليل من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم التصاقه بالجلد .
يفرغ الكأس من الهواء بحرق قطعة من القطن داخله إذا كان من النوع التقليدي ثم يوضع على الجلد، أما إن كان من النوع الذي يستعمل المكبس، فيوضع الكأس أولاً على الجلد ثم يخلى من الهواء بسحب المدك . بعد خمس دقائق بنزع الكأس بالضغط برفق على الجلد عند حافة الكأس ثم يجرى شرط أو تشطيب موضع الحجامة بالمشرط تشريطاً سطحياً خفيفاً، بحيث يتوجب كون التشريط على امتداد العروق أي طولياً من ناحية الرأس إلى القدم وليس عرضياً يتقاطع مع العروق .
توضع الكؤوس(المحاجم) مرة أخرى على المكان المشرط، وينسحب الجلد إلى داخل الكأس ويخرج الدم من خلال الجروح التي أحدثها المشرط . ينزع الكأس عند امتلائه بالدم ويفرغ، ويمكن أن تكرر العملية في نفس المكان حتى تخرج الكمية اللازمة من الدم . ينظف الموضع عند الانتهاء بالمطهرات المعروفة ويغطى بلاصق طبي وتمسح جوانبه بمنشفة مبللة بماء دافئ .
ويرى الدكتور محمود النسيمي (13) استطبابات هامة للحجامة الرطبة منها : الاحتقانات كاحتقانات الرئة والكبد ووذمة الرئة الحادة وهذه تتطلب السرعة لإسعاف المريض بالحجامة . والتهبات التامور والتهاب الكلية الحاد والآلام العصبية القطنية والوربية والألم الناخس. فهي مسكنة للألم سواء منها الجافة أو الرطبة بحيث توضع المحاجم عند الإصابة بالآلام العصبية القطنية جانبي العمود الفقري وليس على العجز أما في الآلام الوربية فتوضع على الظهر .وتفيدلأخذ الدم لإجراء الفحوص المخبرية حينما لا يتمكن المخبري من بزل الوريد لأخذ الدم خصوصاً عند الأطفال . والحجامة يمكن أن تقوم مقام الفصد العام أيضاً عندما لا يتمكن الطبيب من بزل الوريد بإبرة غليظة. وقد يوصي الطبيب بالحجامة الدامية إذا ظهرت لدى المريض بعض الأعراض الخطرة من زلة وزرقة بسبب إصابة قلبية أو ارتفاع توتر شرياني شديد .ويعترف الطب الغربي، وخصوصاً الفرنسي بفوائد الحجامة في الأمراض الجلدية وخاصة الذئبة السلية والذئبة الحمامية والأكالات الحادة والاكزيمة (32).
ومن فنلندا كتب كل من Vaskilampi T, Hanninen O. (33) معتبرين الحجامة الرطبة شكلاً من الطب التقليدي الفلندي حيث عولج 15 مريضاً بهذه الطريقة العلاجية، ويحدث هؤلاء المرضى أن الحجامة كانت نافعة جداً من آلام الأسنان المستمرة والنوبية، ولعلاج آلام الرأس والرقبة والكتفين والظهر، كما أفادت في معالجة ارتفاع الضغط الدموي وعدد من الجلادات المزمنة، و .
وينقل الدكتور أيمن الحسيني(6) دراسات للارتكاسات الايجابية الجيدة التي تحصل نتيجة الحجامة. فقد قام فريق طبي بدراسة مخبرية لدم الحجامة، ومن الطريف أن أغلب الكريات الحمراء هرمة وشاذة وكأن الحجامة تحفظ بذلك خلايا الدم السويّة بينما تخلص البدن من الخلايا الشاذّة. وينقل عن الطبيب الفرنسي كانتيل توصله لحقيقة مفادها أن الحجامة تزيد قدرة الكريات البيض على إنتاج الإنترفون بمعدل عشرة أضعاف قدرتها بعد عمل الحجامة مقارنة لها بقدرتها على إنتاجه عند الأشخاص غير المحجومين. ومادة الأنترفيون مادة بروتينة تصنعها الكريات البيض، لها مفعول قوي ضد الفيروسات التي يمكن أن تغزو الجسم، وبالتالي فإن زيادة الأنترفيرون تعني زيادة مناعة الجسم .
كما يؤكد أن عدد الكريات البيض في الدم ترتفع بعد الحجامة ويفسر ذلك بحدوث تنشيط لنخاع العظم المنتج لها وكأنه قد أفاق وتخلص من تعبه بعد تنقية الدم من الشوائب . ويؤكد د. الحسيني: أن التهاب الكبد الفيروسي في حالاته الشديدة يزيد من القابلية للإصابة بسرطان الكبد، واعتبرت الدراسة أن أهم أسباب هذا الفارق الكبير في نسبة الإصابة بسرطان الكبد بين الجنسين تميز النساء بالمحيض، معتبرين أن خروج دم الحيض ينقي الجسم ويريح الأعضاء وكأنه حجامة طبيعية ربانية.
الاستطبابات الحديثة للحجامة
كتب سوبوتي دارمندا مدير معهد الطب التقليدي (4) في بورتلاند عن آلية تأثير الحجامة وهي طريقة علاجية لها صلة بتقنيات تدليكية خاصة مثل الوخز والقرص .ومن تلك الممارسات التي يسمونها بالتونيا:. فالحجامة تطبق في مناطق تطابق نقاط الوخز بالابر,أو مناطق من الجسم متأثرة بالألم. و حيث أن الألم بالحقيقة أعمق من النسج التي يمكن أن تجس, فقوارير الحجامة حين تتحرك على مناطق من سطح الجلد , فالمعالجة تذكرنا حينئذ بالغواشا Sand scraping و هي علاج شعبي في جنوب شرق آسيا يجرى بتشطيب الجلد بواسطة مسامير أو ما يشبهها , لكن حركة المحاجم ألطف و أسلم.
كما أن القوارير المستخدمة في الحجامة /بالنار/ لها شبه بالمعالجة بالكي, وإن الهواء الساخن داخل الكأس له تأثير حاث أو منبه جيد. و يعمل التشطيب (بتزيغ الجلد) قبل وضع المحاجم على تنشيط الدوران الدموي وإزالة الركود منه , فهو يزيل الاحتقان و الوذمات(التورم) ويسكن الألم .
ثم إن سوبوتي يؤكد فوائد الحجامة في معالجة ا: أمراض الجهاز التنفسي تفيد في معالجة التهاب القصبات المزمن – الربو، التهاب القصبات الحاد والمزمن عند الأطفال. كما تفيد لمعالجة الاسهال الصباحي المبكر والتهاب المعدة المزمن. وتقترح الحجامة حول السرة وفي أسفل البطن ومنطقة المعدة.
وفي تناذر الألم تفيد في معالجة الصداع المزمن والشقيقة، وألم العصب مثلث التوائم، آلام الأسنان و أذيات النسج الرخوة.وفي اضطرابات الجهاز التناسلي عند المرأة تفيد لاضطرابات الطمث وتجري تحت الفقرة القطنية الثالثة، كما تفيد في المعص الرحمي . وتفيد لمعالجة المصابين بالأرق وفي شلل العصب الوجهي.أما في الأمراض الجلدية فقد ذكر Chen Decheng (34) فائدتها في معالجة العد الشائع كما
ذكر(35) Wang Huaiping فائدتها في معالجة الشرى المزمن حيث ذكرها مع وجوب التشطيب المسبق للجلد [ الحجامة المبزغة ] .
الإعجاز الطبي في الوصفات النبوية للحجامة.
الحجامة من الشقيقة والصداع: عن سلمى خادم رسول الله ص، قالت : ” ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله وجعاً في رأسه إلا قال احتجم ولا وجعاً في رجليه إلا قال : اختضبهما “.أخرجه أبو داود وهو حديث حسن ( الأرناؤوط ).وعن عبد الله بن عباس (رض)قال : “ احتجم رسول الله ص وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحي جمل ” رواه البخاري ومسلم .
وعن ابن عباس (رض) أن رسول الله ص احتجم وهو محرم من شقيقة كانت به ” رواه البخاري في صحيحه
للصداع (24)أسباب كثيرة كظاهرة وحيدة وأكثرها حدوثاً الصداع المرافق لارتفاع الضغط الدموي والصداع الوعائي المسبب للشقيقة . ولعل الحديث الأول التي روته سلمى – خادم رسول الله – يمكن أن يحمل على الشقيقة أو على أي صداع آخر .فأما صداع ارتفاع الضغط فغالباً ما يأتي في الصباح الباكر ويتوضع في مؤخرة الرأس ويتحسن عادة بمعالجة ارتفاع الضغط عند المريض .
والشقيقة (24)عبارة عن نوبات متكررة من الصداع الذي يكون وحيد الجانب في بدايته غالب الأمر، وقد تترافق بحس غثيان وقمه وأقياء، وتسبق بعض النوبات، أو ترافقها اضطرابات حسية حركية أو اضطرابات في المزاج وغالباً ما تكون مرضاً عائلياً . وأثبتت الدراسات الحديثة أن الشقيقة تحدث بنسبة أكبر عند مرضى فرط التوتر الشرياني وسبب ذلك مجهولاً .
وتدعى الشقيقة بالإنكليزية والفرنسية Migraine (24)وهو اسم مشتق من اليونانية لأنها تصيب بآلامها شق من شقي الرأس . وهذا التعبير اليوناني ينطبق على التعبير عندنا بالعربية لأن الشقيقة هي مؤنث شقيق والذي هو بدوره تصغير لشق كما تدعى أحياناً بالصداع النصفي ، وتصيب الشقيقة من 10-20% من البشر كما تصيب النساء منها ضعف الرجال . وقد صدر حول الشقيقة في الولايات المتحدة كتب متخصصة وأفردت لها المجلات صفحاتها ، كما أن البريطانيين ساهموا بالبحث والتأليف وإنشاء الجمعيات المهتمة بأخبارها ، ونظموا المؤتمرات العلمية الخاصة بها36) .
يقول د. ظافر العطار متابعاً : ” كل هذا الاهتمام لم يؤد إلى علاجها جذرياً وإن كان تخفيف حدتها وارداً حسب رأى الجراح برنارد في كتابه ” الهيمنة على الشقيقة “(2) فهو يمنع مرضاه من التدخين ويحرم عليهم الخمرة بمختلف أشكالها ويوصيهم بالابتعاد عن أكل الجبن. وأما الحل الجذري لعلاج الشقيقة فيذكره الإمام البخاري في كتاب الطب من صحيحه “ احتجم رسول الله ص من شقيقة أصابته“.
ويورد د. العطار حالة السيدة أ . م . في الـ 45 من عمرها ، مصابة بالشقيقة منذ 20عاماً وازدادت حدة المرض في السنين الأخيرة حتى أنها أخذت إلى المشفى مرة بحالة إسعاف ، احتجمت منذ 15 يوماً وشعرت بزوال الأعراض منذ إجراء الحجامة واستغنت عن كل المسكنات التي كانت تأخذها ، الجبن يسبب لها نوبة ولكنها لا تحب الجبن بشكل طبيعي ، الشوكولا والدخان لا يؤثران عليها . كمية الدم التي استخرجها الحجام تعادل كأس ماء من طرفي نقرتها بالقرب من كل أذن . جدُ المريض كان مصاباً بالشقيقة …. وقد أكدت المريضة أن الخمسة عشر يوماً التي قضتها بدون ألم بعد الحجامة تستحق أكثر من عملية الحجامة بكثير حتى ولو عادت رأساً الآن …
ويرى د. محمود النسيمي أن فائدة الحجامة وسط الرأس ، أي بعيدة عن العروق الكبيرة ، في تسكين صداع الشقيقة يعلل بحدوث انعكاسات على الأوعية الدموية في الدماغ والتي يؤدي انقباضها في الأصل إلى حدوث ذلك الصداع . وهكذا يتبدى لنا الإعجاز النبوي الطبي في وصفة النبي ص في معالجة هذا المرض المحير والذي لم يجد له الأطباء العلاج الشافي حتى اليوم.
الحجامة لتبيغ الدم وردت كلمة ” تبيغ الدم ” في أحاديث صحت عن النبي ص منها ما ورد عن أنس (رض) قال : قال رسول الله ص “ إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة لايتبيغ الدم بأحدكم فيقتله ” رواه الحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي . وعن ابن عباس (رض) قال : قال رسول الله ص : “ نعم العبد الحجام، يذهب الدم ويخف الصلب ويجلو عن البصر ” رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
لتبيغ في اللغة “الزيادة” من قولهم: بغى فلان على فلان أي زاد عليه ، وعن الكسائي:التبيغ التهيج . وفي لسان العرب تبيغ به الدم : هاج به ، وذلك حينما تظهر حمرته في البدن، وأكثر ما يحدث التبيغ في ارتفاع الضغط الشرياني حيث يحدث ما يسمى بالتبيغ الأحمر ، أي المترافق باحتقان الوجه والملتحمة والشفة واليدين والقدمين ، كما يحدث التبيغ في فرط الكريات الحمر الحقيقي،الذي منه ما يكون أساسياً وهو نادر ، ومنه الثانوي الذي ينجم عن العلل القلبية الخلقية مع الزرقة ، وارتفاق التامور ، والتضيقات الرئوية التي تعيق التهوية وتصلب الشريان الرئوي ، وفرط الكريات الحمر في المرتفعات ، وفرط الكريات الحمر السمّي وسل الطحال وكيسته المائية ، وكلها أمراض لم تشخص قديماً ولم تفرق عن بعضها وإنما اكتفي بذكر العلامة المشتركة بينها وهي تبيغ الدم . وتعتبر الحجامة المبزغة اليوم أوالفصادة دواءً ناجعاً لها .
وفي تعليقه على أحاديث الحجامة والتبيغ يقول الدكتور محمد علي البار(37) :التبيغ هو غلبة الدم من الإنسان فإذا هاج الدم وارتفع الضغط فإنه قد يسبب انفجار أحد شرايين الدماغ فيقتل المصاب أو يصاب بالفالج [ الشلل النصفي ] كما أن ارتفاع الضغط الدموي قد يؤدي إلى هبوط القلب وحدوث ما يسمى بالجلطة [ احتشاء العضلة القلبية ] وإما إلى الفشل الكلوي وكلاهما قاتل لصاحبه . فارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة التي قد تقتل صاحبها إذا أهمل علاجها . وارتفاع الضغط يسبب إصابة الكلى ثم فشلها وكلما أصيبت الكلى ارتفع الضغط فيدخل المريض في حلقة مفرغة ، كما أن ارتفاع الضغط يسبب تضخم العضلة القلبية ثم هبوطها وخاصة في الجانب الأيسر مؤدية إلى ضيق نفس شديد ( زلة تنفسية ) تزداد عند الاستلقاء أو بعد الجهد ، وارتفاع الضغط يزيد في إصابة الشرايين بالتصلب وإذا أصيبت الشرايين القلبية بالتصلب يمكن أن تحدث الجلطة القلبية .
ويتابع د .البار قوله: ويعالج ضغط الدم بإقلال تناول الملح ، وإعطاء خافضات الضغط وقد كانت الحجامة أو الفصادة أحد أركان العلاج في هذه الأمراض ، والغريب حقاً أن الأبحاث الحديثة ذكرت لأدوية علاج الضغط أضراراً قد تفوق فوائدها ، وأوضحت هذه الدراسات أن الذين تلقوا علاجاً بمدرات البول لخفض الضغط المرتفع زادت حوادث جلطات القلب لديهم نسبة لأولئك الذين لم يتلقوا أي علاج . كما أن هناك أبحاثاً تتهم بعض العقاقير المضادة لارتفاع الضغط مثل حاصرات بيتا بتسبب زيادة الكولسترول الدموي، وبالتالي إيجاد عامل خطر جديد لإحداث جلطات القلب . وأن الفائدة المرجوة عن خفض ضغط الدم قد تقلل منه الأضرار الجانبية لهذه العقاقير. وما يمكن أن نستنتجه هو أن ضغط الدم المرتفع ارتفاعاً بسيطاً أو معتدلاً قد لا يستفيد المصاب به بمعالجته بالعقاقير وأن اللجوء إلى المعالجات البديلة البسيطة بخفض الملح في الطعام ، وتناول الثوم ، والحجامة تمثل وسيلة فعالة لمعالجة مثل هذه الحالات وتجنب أضرار العقاقير .
ويربط ابن سينا (12)بين تبيغ الدم والدورة القمرية فيقول :ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت ، بل في وسط الشهر حيث تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها لتزايد النور في جرم القمر ، وتزيد الدماء في الأقحاف ، والمياه في الأنهار ذوات المد والجزر ” .
وهذا المعنى يتوافق مع ما رواه أنس رض عن النبي ص قوله : من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله ” رواه ابن ماجه بسند ضعيف لكن أبو داود رواه بسند حسن [ الأرناؤوط ] .
وهكذا نرى من الأبحاث التي ساقها الدكتور البار وغيرها أن الحجامة المبزغة تعتبر العلاج الأمثل لتبيغ الدم ومن ثم لمعالجة ارتفاع الضغط المسبب له، وهنا تتجلى المعجزة النبوية في هذه الوصفة الرائعة التي نطق بها من لا ينطق عن الهوى.
الحجامة في معالجة الوثي : الوثي هو التواء المفصل العنيف منذ تمطط الربط حتى انقطاعها .عن جابر بن عبد الله رض “ أن رسول الله ص احتجم على وركه من وثء كان به ” رواه أبو داود وهو حديث حسن /الأرناؤوط في جامع الأصول .وعن أنس بن مالك رض “ أن النبي ص احتجم وهو محرم من وجع كان به” رواه أبو داود وفي رواية النسائي “ من وثء كان به ” الحديث إسناده صحيح
ولقد ذكر ابن سينا في قانونه استعمال الحجامة بلا شرط على الورك لعرق النسا وخوف الخلع .وتؤكد المصادر الطبية صدق دعوة النبي ص للاستشفاء بالحجامة عقب الإصابة بالرض أو الوثي نتيجة حادث ما. فالدكتورة هيلينا عبد الله(28) ترى تحسناً سريعاً للآلام ونقص للوذمة عند معالجة المصابين بالرضوض والوثي بالحجامة . .
معالجة الخراج بالحجامة :يقول د.النسيمي : وذلك بشرط الخراج أي شقه ليخرج منه الصديد ثم وضع المحجم لمص كافة محتوياته .عن عاصم بن عمر بن قتادة قال : جاءنا جابر بن عبد الله في أهلنا ورجل يشتكي خراجا به – أو جراحاً – فقال : ما تشتكي ؟ قال خراج بي قد شق علي . فقال يا غلام ائتني بحجام فقال له : ما تصنع بالحجام يا أبا عبد الله ؟ قال أريد أن أعلق فيه محجماً . فقال والله إن الذباب ليصيبني أو يصيب الثوب فيؤذيني ويشق علي فلما رأى تبرمه من ذلك قال : إني سمعت رسول الله ص يقول : إن كان في شيء من أدويتكم من خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار وما أحب أن اكتوي . قال : فجاء بحجام فشرطه فذهب عنه ما يجد ” رواه مسلم …”
الحجامة بعد التسمم : يقر الطب الحديث بفائدة الفصادة في معالجة بعض التسممات وقد يوصي بإجراء نقل الدم بعدها ومن البدهي أنه عندما لا يتمكن الطبيب من بزل الوريد بإبرة غليظة فإن الحجامة، التي تعتبر شكلاً من الفصادة الموضعية هي ملجؤه الوحيد./النسيمي)
عن عبد الله بن جعفر رض “ أن النبي ص احتجم بعدما سُمَ “. قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات ..ولم يرد نص صحيح في تعيين الموضع المختار للحجامة من تبيغ الدم أو الصداع أو السم ولعله في الأخدعين والكاهل وهما المكانان المعتبران لمعظم استطبابات الحجامة وخاصة الكاهل حيث احتجم رسول الله ص.
عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي أن النبي (ص) احتجم تحت كتفه الأيسر من الشاة التي أكل يوم خبير...أخرجه الحارث بن أبي كما في بغية الباحثوفي إسناده محمد بن عمر الواقدي وهو متروك “
ذكرعبد الرزاق في مصنفه عن عبد الرحمن بن كعب أن امرأة يهودية أهدت إلى النبي ص شاة مصلية بخبير فقال ما هذا ؟ قالت هدية . فأكل منها النبي ص وأكل الصحابة ، ثم قال ص : أمسكوا ، ثم قال للمرأة : هل سممت هذه الشاة ؟ قالت من أخبرك بهذا ؟ قال هذا العظم – لساقها وهو في يده – قالت نعم ، قال : لم ؟ قالت : أردت إن كنت كاذباًَ أن يستريح منك الناس وإن كنت نبياً لم يضرك ، قال : فاحتجم النبي ص ثلاثة على الكاهل وأمر الصحابة أن يحتجموا ، فمات بعضهم” الحديث إسناد رجاله ثقات “.
قال ابن القيم : معالجة السم تكون بالاستفراغات وبالأدوية التي تعارض فعل السم وتبطله ، إما بكيفياتها وإما بخواصها ، فمن عدم الدواء فليبادر إلى الاستفراغ الكلي وأنفعه الحجامة . فإن القوة السمية تسري إلى الدم فتنبعث في العروق حتى تصل إلى القلب فيكون الهلاك . فالدم هو المنفذ الموصل السم إلى الأعضاء فإذا بادر المسموم وأخرج الدم خرجت معه تلك الكيفية السمية التي خالطته …
——————————————————————————–
(1) Bruce Bentley:“ Health Traditions , Australia , htm. Thai massage and cupping – 2002
(2) الأستاذ أمير محمد صالح / موقع انترنت www. Photo al malki new 23 htm
(3) Anita Shanon , Lmbt “ Massage Cupping in health care “ www. Massage cupping com
(4)-Subhuti ,internet / www,it monline org/arts/cuppind htm
(5) روائع الطب الإسلامي الجزء الأول للدكتور محمد نزار الدقر:دار المعاجم – دمشق
(6) – د. أيمن الحسيني:” معجزة الشفاء بالحجامة وكاسات الهواء – مكتبة القرآن – القاهرة –2003م.
(7) الطب من الكتاب والسنة:موفق الدين البغدادي 629هـ، دار المعرفة –بيروت 1988 .
(8) الأستاذ عبد القادر الأرناؤوط في حاشيته على كتاب “الطب النبوي لابن القيم
(9) ابن حجر العسقلاني عن كتابه ” فتح الباري على صحيح البخاري “.
(8) الطب النبوي ” ابن قيم الجوزيه –75إهـ”
(11) في حواشيه على الرسالة الذهبية للإمام علي الرضا – طبعة دار المناهل – بيروت 1992
(12) عن كتابه ” القانون في الطب “
(17) جامع الأصول في أحاديث الرسول ص بن الأثير الجزري
(14) د.أحمد لطفي – القاهرة – حارة الزيتون :من محاضرة له وجدت على الانترنت
(15) عن المجلة الطبية العربية:ندوة نقابة أطباء دمشق.
(16) د. وهبة الزحيلي:الفقه الإسلامي وأدلته – دار الفكر – دمشق 1984. ..
(18) الموسوعة الطبية الفقهية د. أحمد كنعان – دار النقائس. بيروت:2000 .
(38) ابن قيم الجوزية عن كتابه ” زاد المعاد في هدى خير العباد “. ر –1950 .
(19) المجموع شرح المهذب للإمام النووي. دار النفائس – الرياض 1995.ـ).
(20) من منشورات معهد التراث العلمي العربي.جامعة حلب /مقالة في الفصد لأمين الدولة ( المتوفى 560 هجرية) حققها الدكتور صبحي محمود الحمامي طبعت عام 1997.
(21) القاموس المحيط للفيروزبادي ولسان العرب لابن منظور . . “
(22) Cupping: Sir Nik Omar and N. F. Hakin (Colombo)
(30) Stephen Meeker , Holly Wood Clinic ,2003 . .
(24) د. ظافر العطار !! شفاء الصداع النصفي بالحجامة ” مجلة عالم الطب والصيدلة العدد 2 – 1996
(26) Charles lent عن مجلة الطبيعة Nature المجلد 323 العدد الصادر في 9/10/1986
(27) Matt Clark and Donna Foot مجلة نيوز ويك الأمريكية” “News Weekعدد شباط –1987 .
(27) مجلة نيوزويك العربية – العدد المخصص للطب البديل الصادر في 3-12-2002
(28) الدكتورة هيلينا عبد الله في كتابها ” الحجامة الحديثة ” – القاهرة – 2002
(29) من مستوصف سنمار الطبي، المقالة في العدد 12565 من جريدة الرياض الصادرة الجمعة 15 نوفمبر 2002 ميلادي ].
(30) ستيفن ميكر من هوليود كلينيك. Stephen Mecker , Holly Wood Clinic – 2003
(31) التداوي بالحجامة : تأليف د. أحمد حفني : المركز العربي للعلاج الطبيعي : القاهرة 12- .
(32) عن رسالة جامعية بعنوان ” الطب والشريعة ” د. محمد خالد سلطان. دمشق 1983 .
(39) Zang z : “ Observation On therapeutic effect of blood lefting puncture with cupping in Acute trigeminal Neurologia “ J. Tradit. chin. Med. Dec. 17(4) – 1997.
(33) Pub –med Nat. Library of Medicin : Cupping as a part of living Finnish Trad. healing : Aremedy against pain 1982 .
34) Chen Decheng et al “ 47 Cases of acne Treated by Pick Blood Leeting plus cupping “ J . of Trad . Chinease Mdieine 1993
35) Wang Huaiping “ Treatment of Urticaria with Cupping “ J. of Traid Chinease Med , 1996 – 13.2
(36)عن كتاب Mastering Your Migraine لمؤلفه بيتر إيفانس ، نشرته دار Granada في لندن عام 1978
(40) Control of Migraine .
(37) د. محمد علي البار في تحقيقه على كتاب “الطب النبوي” لعبد الملك بن حبيب الأندلسي ، طبعته دار القلم بدمشق – 1993.
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.