0
[ ص: 195 ] ( باب ما جاء في الكمأة والعجوة ) الكمأة بفتح الكاف وسكون الميم بعدهما همزة مفتوحة ، قال الخطابي : وفي العامة من لا يهمزه ، واحدة الكمأة بفتح ثم سكون ثم همزة مثل تمرة وتمر ، وعكس ابن الأعرابي فقال الكمأة الجمع والكمأ الواحد على غير قياس ، قال : ولم يقع في كلامهم نظير هذا سوى خبأة وخبء ، وقيل الكمأة قد تطلق على الواحد وعلى الجمع وقد جمعوها على أكمؤ ، قال الشاعر : ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا والعساقل بمهملتين وقاف ولام : الشراب ، وكأنه أشار إلى أن الأكمؤ محل وجدانها الفلوات ، والكمأة نبات لا ورق لها ولا ساق توجد في الأرض من غير أن تزرع ، والعرب تسمى الكمأة أيضا نبات الرعد لأنها تكثر بكثرته ثم تنفطر عنها الأرض وهي كثيرة بأرض العرب وتوجد بالشام ومصر ، فأجودها ما كانت أرضه رملة قليلة الماء ، ومنها صنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة وهي باردة رطبة في الثانية رديئة للمعدة بطيئة الهضم ، وإدمان أكلها يورث القولنج والسكتة والفالج وعسر البول ، والرطب منها أقل ضررا من اليابس ، وإذا دفنت في الطين الرطب ثم سلقت بالماء والملح والسعتر وأكلت بالزيت والتوابل الحارة ، قل ضررها ، ومع ذلك ففيها جوهر مائي لطيف بدليل خفتها ، فلذلك كان ماؤها شفاء للعين كذا في الفتح ، ويقال للكمأة بالفارسية سماروغ وبالهندية كهمبي ، والعجوة بفتح العين وسكون الجيم نوع من التمر الجياد بالمدينة المنورة .

قوله : ( حدثنا سعيد بن عامر ) هو الضبعي أبو محمد البصري .

قوله : ( العجوة ) هي نوع من تمر المدينة يضرب إلى السواد من غرس النبي صلى الله عليه وسلم كذا في [ ص: 196 ]
النهاية ( من الجنة ) ، قال المناوي : يعني هذه العجوة تشبه عجوة الجنة في الشكل والاسم لا في اللذة والطعم انتهى ، والمقصود بيان فضل العجوة على سائر أنواع التمر لأنها من أنفع تمر الحجاز على الإطلاق ، وهو صنف كريم ملذذ متين للجسم والقوة من ألين التمر وأطيبه وألذه .

( وفيها شفاء من السم ) إما لخاصية هذا النوع أو ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم ( والكمأة من المن ) ، قال النووي : اختلف في معناه ، فقال أبو عبيد وكثيرون شبهها بالمن الذي كان ينزل على بني إسرائيل لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة ولا علاج ، والكمأة تحصل بلا علاج ولا كلفة ولا زرع بزر ولا سقي ولا غيره ، وقيل هي من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل حقيقة عملا بظاهر اللفظ انتهى .

( وماؤها شفاء للعين ) : أي شفاء لداء العين ، في شرح مسلم للنووي ، قيل هو نفس الماء مجردا ، وقيل معناه أن يخلط ماؤها بدواء ويعالج به العين ، وقيل إن كان لتبريد ما في العين من حرارة فماؤها مجردا شفاء ، وإن كان لغير ذلك فمركب مع غيره ، والصحيح بل الصواب أن ماءها مجردا شفاء للعين مطلقا ، فيعصر ماؤها ويجعل في العين منه ، وقد رأيت أنا وغيري في زمننا من كان عمي وذهب بصره حقيقة ، فكحل عينه بماء الكمأة مجردا فشفي وعاد إليه بصره ، وهو الشيخ العدل الأمين الكمال بن عبد الله الدمشقي صاحب صلاح ورواية للحديث ، وكان استعماله لماء الكمأة اعتقادا في الحديث وتبركا به انتهى .

قوله : ( وفي الباب عن سعيد بن زيد وأبي سعيد وجابر ) أما حديث سعيد بن زيد فأخرجه الترمذي بعد هذا ، وأما حديث أبي سعيد وحديث جابر فأخرجهما أحمد والنسائي وابن ماجه .

قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد وابن ماجه .

إرسال تعليق

Emoticon
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.

 
Top