Latest News

0

شادية محمد ذات يوم وبينما كان يجرى أرنوب الصغير بحثا عن الغذاء ، قابل السلحفاة فى طريقه وكانت تختبئ بداخل الدرقة " أى الغطاء الصلب الذى يعلوها " ، وعندما رآها أرنوب ذهب إليها وصاح " لم أنتي مختبئة هكذا ؟" ، فخرجت بسرعه وهمست له وقالت " أخفض صوتك يا أرنوب " . فقال لها ولماذا ؟ قالت له إختبئ بجوارى أولا . ولما اختبأ بجانبها خلف الشجرة أخبرته أن الأسد قد إستعاد صحته وأنه الآن قد أخلف وعد ه مع باقى الحيوانات بأنه لن يأكل أحدا منهم ثانية ، وقد رأته منذ ساعة يجرى وراء الغزالة بوسى . تنهد أرنوب وأحمر وجهه ، وسألها متلهفا " وماذا حدث لبوسى ؟ أوهل إستطاع الأسد الإمساك بها . ضحكت السلحفاة ضحكة صاخبة ونسيت أنها مختبئة ، لكن يبدو أنها تذكرت شيئا طريفا بالفعل . ضحك أرنوب هو الآخر لضحكها وظل يتساءل " أخبرينى ما الذى حدث ؟ ". فقالت له " قد كنت أختبئ من بعيد وأنا حزينة لحال بوسى خائفة أن تتعرقل فيأكلها الأسد وأنا بطيئة كما تعلم ولن أستطيع مساعدتها . رد عليها أرنوب " نعم ، أنا أعلم ، لكن أكملى ، أكملى " . أكملت السلحفاة حديثها ولا زالت الإبتسامة على وجهها وقالت " ظلت الغزالة تجرى والأسد يلحقها ، ويبدو أنه كان جائعا لدرجة أنه لا يركز فى أى شئ ، وحتى أنه لا ينظر سوى بإتجاه بوسى التى دبرت له حيلة . رد أرنوب " حيلة ، أى حيلة " ضحكت السلحفاة وقالت لأرنوب " حيث رأت الصخرة التى طالما إجتمعنا حولها سويا بمصاحبة الغزالة وميشو والفيل لالو الصغير . هز أرنوب رأسه وقال ضاجكا " لا تقولى أنه تعرقل " ضحكا سويا وقالت السلحفاة " نعم ، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها ، فعندما إقتربت بوسى من الصخرة قفزت قفزة عالية تجاوزت بها الصخرة بينما إصطدم بها الأسد وظل يتأوه ولم ينجده أحد لأنه خائن وقد أخلف وعده لكل حيوانات الغابة . فقال لها أرنوب " الحمد لله أن الغزالة بوسى لم يصبها مكروه . ردت السلحفاة قائلة " الحمد لله . لكنهما لم يستطيعا تكملة الحوار إذ سمعا صراخ القرد ميشو ، فإنتبها ليعرفا سبب الصراخ فسمعا زئير الأسد وعرفا أنه يجرى وراء ميشو . اختبأ أرنوب جيدا وراء الشجرة وبينما دخلت السلحفاة تحت غطاءها الصلب ثانية . لكنهما كانا يدعيان لميشو بأن ينجده الله من غدر الأسد . وطالما كان ميشو سريعا وإستطاع أن يتسلق شجرة عالية ولم يستطع الأسد الإمساك به . إنتظره الأسد كثيرا أسفل الشجرة على أمل أن يصيب الإرهاق ميشو فينزل من فوق الشجرة ، إلا أن ميشو أغاظ الأسد وظل يأكل الموز ويلقى بالقشر على الأسد الذى إستسلم وعاد إلى عرينه مهزوما . نادى أرنوب للقرد وجلسا معا يفكران والسلحفاه فى حل ليعود الإطمئنان إلى الغابة من جديد . فتذكر أرنوب تلك المرآة بجانب شجرة الجزر ، وتذكر كيف تتحول كل فترة من شمس جميلة إلى ورود ، ثم إلى بشر ، ثم إلى جزر الذى طالما حاول أرنوب أكله لكنه يجده مجرد خيال . وتذكر أيضا أن الرجل الذى يمسك الفرشاة والألوان الجميلة قد رسم بالأمس أسدا كالأسد الخائن فلم يكمله وتركه دون رأس . خطرت على بال أرنوب فكرة عبقرية ، فنظر إلى السماء ووجد أن الشمس لا زالت ساطعة وأنه لا زال أمامه وقتا طويلا قبل أن يأتى الغروب ويأتى معه الرسام ليكمل رأس الأسد . هلل أرنوب فسألاه ميشو والسلحفاه عن سبب سعادته ، فرد : سألقن اليوم الأسد درسا لن ينساه وسأعلمه أن من يخلف وعده عقابه عسير جدا . ثم ركض بعيدا ، ناداه ميشو قائلا " إلى أين أنت ذاهب " رد أرنوب " أنا ذاهب إلى المرآة العجيبة أبدى ميشو علامات الإستغراب وسأله " إلى أين ؟! " رد أرنوب وهو يركض : إلى مكان لا يعرفه غيرى والرسام ، إنتظرونى حتى أعود فقالت السلحفاة " إحذر يا أرنوب "، لكن أرنوب كان قد إبتعد بعيدا بعيدا بعيدا . ذهب أرنوب حتى عرين الأسد وظل يدبدب على الأرض ، يغنى ويهلل ، يحاول أن يخرج الأسد من عرينه . وبالفعل خرج الأسد مسرعا حتى يأكل أرنوب ، لكنه وجد أرنوب بعيدا يحاول إغاظته . فركض الأسد وراء أرنوب ،أرنوب يجرى والأسد وراءه . ظل أرنوب يجرى حتى إستدرج الأسد إلى المرآة العجيبة ، ثم إختفى أرنوب عن أعين الأسد . بحث عنه الأسد كثيرا لكنه كل ومل لما لم يجده . عندما شعر أرنوب أن الأسد بدأ يستسلم وكاد يعود إلى عرينه ، ناداه من بعيد دون أن يظهر نفسه ، وعقد معه إتفاقا يدل على دهاء أرنوب وذكائه . وكان الإتفاق هو أن يقطع الأسد وعدا على نفسه بأن يعطى الأمان لكل حيوانات الغابة فى مقابل أن يقدم أرنوب نفسه وليمة للأسد . لكن بشرط أن ينزع الأسد الملاءة من فوق المرآه فإن كان الأسد صادقا فى وعده سيجد نورا يشع حوله ، وإن كان كاذبا سيجد رأسه مقطوعه ولن تعود إليه من جديد . إستخف الأسد بكلام أرنوب وخلع الملاءة ففوجئ برأسه مقطوعة ، فصاح صارخا " لا لا ، أنا المخطئ ، لن أخلف وعدا من جديد ، أنا السبب ، حبيبتى يا رأسى " . ظل يركض ويصيح صارخا نادما ، بينما أرنوب ركض لصديقيه السلحفاه والقرد ميشو وضحك الثلاثى كثيرا بعدما روى لهم أرنوب الحكاية ، وأن الأسد لا زال يظن أن رأسه مقطوعه ، وإن عادت ثانية فوق جسده فإنه لن يخلف وعدا قطعه أبدا وإلا سيفقد رأسه إلى الأبد .

إرسال تعليق

Emoticon
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.

 
Top