0

كتبت – سارة عبد الخالق :

(فلان أحسن منك).. (أحبك إذا فعلت كذا).. (الرجل لا يبكي).. وغيرها من الكلمات والألفاظ الكثيرة التي تقولها لطفلك دون أن تضع في عين الاعتبار أنها قد تؤثر سلبا عليه.. بل بالعكس قد تدمر نفسيته..

فنفسية طفلك.. وتربيته منذ الصغر ينعكس فيما بعد في تصرفاته وأفعاله..

فقد تقول كلمة تعتقد الأم أو يظن الأب أنها كلمة بسيطة هينة، وهي في حقيقة الأمر كلمة تترك أثرا عميقا في نفسية طفلك عندما يكبر..

 بالفعل الأمر ليس هينا، فتربية طفل سليم نفسيا وخلقيا واجتماعيا تتطلب منك جهد وعناء كبير.. لاتستهين بالكلمة الصغيرة التي تقولها لطفلك قد تكون سهما قويا ينطلق داخل نفسيته !

ولقد كان رسولنا الكريم أسوة وقدوة حسنة في كل المعاملات الإنسانية، فقد كان - صلوات الله عليه – عندما يخطأ الطفل أمامه، كان يغض بصره عنه، وبعد ذلك يقوم بتوجيهه توجيها حكيما.

فعن عمر بن أبي سلمة – رضي الله عنه – كنت في حجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكانت يدي تطيش في الصحفة. فقال لي : (ياغلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك) – صحيح مسلم.

يحدثنا د.جاسم المطوع رائد في المجال التربوي الأسري، والذي تم اختياره كواحد من أفضل وأكثر 500 شخصية إسلامية مؤثرة في العالم للعام 2009، في الفيديو الذي ستشاهده بعد قليل عن النقاط العشرة التي تدمر طفلك، والتي يجب أن يتجنبها كل أب وتبتعد عنها كل أم، وهذه النقاط هي:

1- الشتم:

الشتم من الأشياء التي يفعلها الأب أو الأم مع أطفالهم، وهي من الأشياء التي تدمر الطفل.

2- المقارنة:

المقارنة مع الأخ أو الأخت أو مع أي طفل آخر (فلان أحسن منك)، المقارنة شيء سلبي جدا، لأنك بذلك تعتبره غير موجود، وتدمر ذاته بهذه المقارنة.

3- الحب المشروط:

بأن تقول له (أحبك إذا فعلت كذا)، حبك بذلك يعتبر حب مصلحة، فهذا يدمر الطفل فحبك لطفلك من المفترض أنه حب صادق، لا يرتبط بشرط معين لكي تحبه، يجب عليك أن تفصل الذات عن السلوك؛ بمعنى أنك تقول له (أنا بحبك.. ولكني أرفض التصرف كذا).

4- المعلومة الخاطئة:

بأنك تعطي لطفلك معلومة خاطئة، فعلى سبيل المثال: ابنك يبكي فتقول له: (الرجل لا يبكي) .. هذه المعلومة خاطئة، لقد كان سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – من أوصافه أنه كثير البكاء، أو قولك مثلا:  (هذا الولد جنني).

5- الاحباط:

لا تكون سببا في احباط طفلك.

6- الاستهزاء:

فمثلا إذا كان ابنك سمينا أو كسلانا تستهزأ به، أو تستهزأ بشكله.

7- التهديد:

بأن تقول له مهددا (هكسر رأسك)، (أنا هذبحك)، هذا كلام خاطىء، ليس كلام أب أو أم بل كلام عدو للطفل.

8- المانع غير المقنع:

فعلى سبيل المثال: يستأذنك لفعل شيء ما، فتقول له (لا) دون ذكر الأسباب، فمن الممكن بالطبع أن ترفض شيئا طلبه منك طفلك، ولكن مع ذكر سبب الرفض، ولكن ليس الرفض لمجرد الرفض.

9- الدعاء عليه:

هذه إشكالية كبيرة، لابد من ضبطها.

10- الفضيحة:

أن تفضحه، فمثلا: تذهب للجد والجدة وتقول لهم أن طفلك فعل كذا وكذا.


وأوضح الدكتور المطوع في الفيديو السابق أن جميعات حقوق الانسان تصنف كل هذه النقاط على أنها عنف ضد الأطفال.

وقال أننا ندعي الآن أننا مسلمون، و عندما نضع أفعالنا وتصرفاتنا على مسطرة هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في تربية الأبناء، لا نجد أن النبي – صلوات الله عليه – قال من هذه النقاط واحدة.

فنحن نقول أننا مسلمون، ولكننا في واقعنا الاجتماعي، وفي وقعنا التربوي بعيدين كل البعد عن هدي النبي – صلوات الله عليه -، فهذه نقطة هامة لابد من إحيائها ونشرها بالطريقة الصحيحة .

وأخيرا.. رسالة إلى كل أب وأم يسعيان إلى الحفاظ على نفسية أطفالهم.. تجنب هذه النقاط العشرة التي قد تكون سببا في تدمير طفلك .. 


المصدر مصروي

إرسال تعليق

 
Top